إن التغيير السياسى قد بدأ بالفعل فى مصر و إن مصر بالفعل تغيرت سياسيا و ثقافيا بشكل كبير .
* و مرسى عليه الأخذ فى الاعتبرا لعدة أمور هى من الأهمية بالفعل لأن توضع فى الاعتبار , فمرسى اليوم ليس هو مرشح الاخوان و انما مرسى لابد ان يكون رئيسا لمصر , و لست ممن يقولون بأن على مرسى الاستقالة من الحزب أو حل جماعة الاخوان , فإننى أرى أنه كلام يتعارض مع ما ننادى به و نادينا به منذ أن بدأت الثورة , فإننى أرى انه على مرسى أن يعتبر نفسه هو بالفعل رئيس مصر و ليس أحد أعضاء جماعة الاخوان قد وصل لسدة الحكم , فالفارق جوهرى و كبير ,و أنا بالطبع لست ضد وجود جماعة الاخوان المسلمين كفصيل سياسى و فصيل سياسى فاعل و مهم و قد لمست بنفسى دورا لهم من بدايات الثورة , ميدانيا , و انا شخصيا لا اريد تصنيف المجتمع المصرى ما بين سلفيين و اخوان و ليبراليين و أقباط و كل تلك التصنيفات التى كان لأمن الدولة دور هام فى تأصيلها كما سيتم تناوله بشكل أكثر تفصيلا فى كتاب أعده حاليا بشأن عمل أمن الدولة السابق و المنحل - و الشئ بالشئ يذكر و ليس الهدف من اعدادى لكتاب عن طبيعة و جرائم أمن الدولة السابق هو فقط مجرد سرد وقائع لتحكى , بالطبع لا , و إنه و إن كان التاريخ و التأريخ قيمتان فى حد ذاتهما , إلا أن الأهمية لكتاب بشأن أمن الدولة المنحل فى مصر و طريقة عمله السابق تتضمن فائدة أخرى مستقبلية و هى ألا يتكرر ثانية ما أدى لانحراف جهاز مهم فى السابق كجهاز أمن الدولة المنحل - و على كل الأحوال فالمواضيع تبدو متداخلة و هو شأن الحال فى مصر حاليا إذ أن التداخل هو المهيمن على الموقف السياسى فى مصر حاليا بشكل عام .
* لنعد لموضوعنا الأساسى و هو الخاص برسالة الى رئيس مصر ...محمد مرسى .
* بادئ ذى بدء فإننى شخصيا لا اريد التعرض كثيرا لمسالة كون مرسى بعد أن يصبح رئيسا عضوا فى حزب الحرية و العدالة أو جماعة الإخوان المسلمين , فإننى شخصيا اعتبرها اعتبرها مسألة شخصية يحددها هو و فى جميع الأحوال لا ننسى أيضا و من البداية أنه مرشح الحزب , و لكنه سوف يصبح رئيسا لمصر و ليس الحزب و هى مسألة من البديهيات و طبيعى ان كلنا يعرفها و لكننى بالطبع لا اوجه رسالة لرئيس دولة أحدثه فيها عن بديهيات يعرفها الجميع , و إنما ما أردت أن أوصله لرئيس مصر أن البديهيات لا بد أن تكون موضع التطبيق , فالجماعة هى من رشحك للرئاسة , و الناخبين هم من كلفوك بالمسئولية و فى الواقع , و ان كنت اتوقع أن عمل الاخوان فى الحكم سواء من خلال مؤسسة الرئاسة , أو أدائهم التنفيذى - بحسب شكل الوزارة - و كذلك التشريعى حسب شكل البرلمان القادم و نسبة تمثيلهم به سيرتكز أساسا على قطاعات محددة بالاساس و اهمها التعليم و الاقتصاد , فمصر بحاجة إلى اعادة البناء , و اننى اتوقع من خلال قرائتى للموقف السياسى فى مصر أن تركيز الرئيس مرسى و الاخوان فى الفترة القادمة سوف ينصب إلى البناء و هو ما تحتاجه مصر آنيا و بشكل مهم يخدم مصر و فى جميع الأحوا فإن دور مرسى كرئيس للدولة يتجاوز بالقطع دوره او كونه مجرد مرشح حزبى فاز بالانتخابات إذ هو رئيس لمصر ما بعد الثورة فهو بالتالى مسئول عن مصر و عن الثورة و شكل الثورة و وجهتها و سياستها خارجيا و داخليا , فمرسى لم يعد مرشحا حزبيا و لم يعد مجرد مجرد عضوا بالجماعة , و انما هو رئيس مصر , و بالقطع رئيس مصر يعرف معنى كلمة رئيس مصر .
أحمد غانم .