كان هناك أرض عربية مقدسة,أرضٌ يتواجد فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي مهبط الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومنها عرج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج إلى السماوات السبع ألا وهي أرض فلسطين , فلسطين أرض التي لم تنعم يوما ً بالحرية ولا بالاستقلال بسبب الضغوطات الاستعمارية لها وما إن أتى الإنكليز ووضعوا أيديهم على هذه الأرض المقدسة ولكن ما إن تفاجئوا العرب بمصيبة ٍ ثانية حلت فلسطين حيث قام الإنكليز بإعطاء فلسطين إلى اليهود كوطن لهم عن طريق وعد بلفور.
أتى اليهود إلى هذه الأرض واستعمروها وجعلوها موطن لهم ونشروا الفساد والدار في أنحاء فلسطين.
وهنا هُز العالم العربي بأكمله إلى هذه القضية فانطلقوا الشعراء يمجدون الروابط القومية ومن بينهم الشاعر العظيم محمود درويش يمجد هذه القوميات حيث في شهر آذار من بدء الانتفاضة انتقمت السلطات الإسرائيلية الغاشمة من خمس تلميذات في المدرسة الابتدائية وهن في تفتح أزهار طفولتهن لم يتطلعوا بعد على الحياة ولكن الوحش المفترس قتلهن على باب المدرسة وراح الشاعر محمود درويش يعبر في هذه القصيدة:
في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات
سقطن على باب المدرسة الابتدائية
للطباشير فوق الأصابع لون العصافير
ولكن كان مقابل ذلك تضحيات من أبناء شعب فلسطين تكشف لهم خيوط المؤامرة على فلسطين, فهب الشعب العربي الفلسطيني في ثورات لاهبة يدافع عن أرضه وحقه اللذان سلبا منه فقامت ثورة ضد الاستعمار الغاصب عام1936م والكثير منها وانضمام الإخوة العرب المناضلين مع الثورة فبرز الشاعر بشارة الخوري يبرز في قصيدته ألمه لما حل لهذه الأرض المقدسة مهد الأنبياء من مآس ٍ ومحن, ويعبر الشاعر عن دماء الشهداء الذين دفعوا حياتهم في سبيل تحرير أرضهم وها هنا الشاعر بشارة الخوري في قصيدته المهداة إلى الشهداء الأبرار بقوله:
وردة من دمنا في يده لو
أتى النار بها حلت جنانا
وبعد ذلك قامت إسرائيل ترد عليهم بالمجازر والجرائم التي ألحقت بالفلسطينيين بل العرب أجمع فمنذ العدوان في حزيران 1967م حيث قامت إسرائيل باحتلال مناطق عديدة من الأراضي المجاورة لها كالجولان والضفة الغربية من الأردن وجنوب لبنان وسيناء المصرية وبارتكاب العديد من المجازر فحين ذلك وجد الشاعر الفلسطيني توفيق الزياد نفسه داخل الأرض المحتلة في مواجهة سافرة مع عدوه يشاركه أرضه فكان لا بد من خطاب يلهب ظهور هذا الاستعمار بفضح نواياه والتنديد بجرائمه الذي يتسلل إلى الوطن العربي كموج جارف سلب أمامه كل مظاهر الحياة ويتبع سياسة الأرض المحروقة فانبرى توفيق الزياد في قصيدته:
من هنا مروا إلى الشرق غماما ً أسودا
يقتلون الزهر والأطفال والقمح وحبات الندى
ويبيضون عداواتٍ وحقدًا وقبورًا ومدى
ولكن لن يستمر هذا الاستعمار بارتكاب جرائمه ولا بتهجير أبناء فلسطين ولا بنهب خيراتها فسوف يأتي يوم يعود به أبناءها إلى الأرض الحبيبة فقد درس الشاعر عبد الكريم الكرمي في دمشق قبل النكبة ثم عاد إليها بعد النكبة كسير القلب, ففتحت له ذراعيها لكنها لم تداو ِ جراح قلبه الذي ظل معلقا ً بوطنه المغتصب ويمدح أرضه العطشى التي رويت بدماء الشهداء وزينت رمالها بدماء أبطالها وكما قال عبد الكريم الكرمي:
تناديني السفوح مخضبات
وفي الآفاق آثار الخضاب
وأخيراً كما نرى أن هناك روابط قومية عبر عنها الشاعر بقصة مأساوية ومقابلها تضحيات من أبناء شعب فلسطين ومعاناة أهلها بالمجازر والجرائم التي أصابتها ولكن هناك تصميم من أهله المهاجرين على العودة إلى ربوعها وطرد المستعمر الذي أهز العالم العربي بأكمله وبالجرائم على شعب فلسطين,فيجب على الشعوب العربية أن تستيقظ من نومها هذا وبالسكوت عن الحق كالشيطان الأخرس وأن تتكاتف مع بعضها البعض لتشكيل قوة كامنة ضد هذا الاستعمار , ولن يركع شعوب الأمة العربية ولا شعب فلسطين لهؤلاء المجرمين وسوف تظل فلسطين صامدة ومنتصرة وسوف يرجع كل حق مسلوب مغتصب إنشاء الله.