منتدى شباب مصر النهارده
زائرنا العزيز إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى لمنتدى شباب مصر فندعوك للتسجيل معنا والتمتع بكل ما هو جديد وحصري على منتدى شباب مصر النهارده كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة 12972746881031



منتدى شباب مصر النهارده
زائرنا العزيز إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى لمنتدى شباب مصر فندعوك للتسجيل معنا والتمتع بكل ما هو جديد وحصري على منتدى شباب مصر النهارده كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة 12972746881031



منتدى شباب مصر النهارده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب مصر النهارده


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالصفحة الرئيسية للمنتدىالتسجيلدخولدخول الأعضاءبوابة منتدى شباب مصر النهاردهمركز رفع ومشاركة الصور والملفات الخاص بمنتدى شباب مصر النهاردهمركز لرفع الصوتيات انتظروا قريباً قناة منتدى شباب مصر النهارده على اليوتيوب

 

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 17 فبراير 2011, 3:34 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كل شي عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(صلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفا ته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عــــــام الفيل
كان سبب قصة أصحاب الفيل -
على ما ذكر محمد بن إسحاق -
أن أبرهة بن الصباح كان عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن
فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة - شرفها الله -
فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي
" إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها ،
ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب
" فسمع به رجل من بني كنانة فدخلها ليلا .
فلطخ قبلتها بالعذرة . فقال أبرهة من الذي اجترأ على هذا ؟
قيل رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت .
فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها .
وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك فسأله أن يبعث إليه بفيله .
وكان له فيل يقال له محمود لم ير مثله عظما وجسما وقوة .
فبعث به إليه . فخرج أبرهة سائرا إلى مكة .
فسمعت العرب بذلك فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم .
فخرج ملك من ملوك اليمن ، يقال له ذو نفر . فقاتله .
فهزمه أبرهة وأخذه أسيرا
فلما أراد قتله قال له ذو نفر أيها الملك لا تقتلنى واستبقنى،
خيرا لك ، فاستبقاه وأوثه . وكان أبرهة رجلا حليما .
فسار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج إليه نفيل بن حبيب الخثعمي ،
ومن اجتمع إليه من قبائل العرب . فقاتلوهم فهزمهم أبرهة
. فأخذ نفيلا ، فقال له أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب ،
وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة . فاستبقني خيرا لك .
فاستبقاه . وخرج معه يدله على الطريق.
فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال من ثقيف .
فقال له أيها الملك نحن عبيدك . ونحن نبعث معك من يدلك .
فبعثوا معه بأبي رغال مولى لهم .
فخرج حتى إذا كان بالمغمس مات أبو رغال ،
وهو الذي يرجم قبره . وبعث أبرهة رجلا من الحبشة -
يقال له الأسود بن مفصود -
على مقدمة خيله وأمر بالغارة على نعم الناس .
فجمع الأسود إليه أموال الحرم . وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير .
ثم بعث رجلا من حمير إلى أهل مكة ،
فقال أبلغ شريفها أنني لم آت لقتال بل جئت لأهدم البيت .
فانطلق فقال لعبد المطلب ذلك .
فقال عبد المطلب : ما لنا به يدان . سنخلي بينه وبين ما جاء له .
فإن هذا بيت الله. وبيت خليله إبراهيم .
فإن يمنعه فهو بيته وحرمه .
وإن يخل بينه وبين ذلك فوالله ما لنا به من قوة .
قال فانطلق معي إلى الملك - وكان ذو نفر صديقا لعبد المطلب -
فأتاه فقال يا ذا نفر هل عندك غناء فيما نزل بنا ؟
فقال ما غناء رجل أسير لا يأمن أن يقتل بكرة أو عشيا ،
ولكن سأبعث إلى أنيس سائس الفيل فإنه لي صديق
فأسأله أن يعظم خطرك عند الملك .
فأرسل إليه فقال لأبرهة إن هذا سيد قريش يستأذن عليك .
وقد جاء غير ناصب لك ولا مخالف لأمرك ،
وأنا أحب أن تأذن له.وكان عبد المطلب رجلا جسيما وسيما .
فلما رآه أبرهة أعظمه وأكرمه . وكره أن يجلس معه على سريره .
وأن يجلس تحته . فهبط إلى البساط فدعاه فأجلسه معه .
فطلب منه أن يرد عليه مائتي البعير التي أصابها من ماله
.فقال أبرهة لترجمانه قل له إنك كنت أعجبتني حين رأيتك .
ولقد زهدت فيك . قال لم ؟ قال جئت إلى بيت -
هو دينك ودين آبائك ، وشرفكم وعصمتكم - لأهدمه .
فلم تكلمني فيه وتكلمني في مائتي بعير ؟
قال أنا رب الإبل . والبيت له رب يمنعه منك .
فقال ما كان ليمنعه مني . قال فأنت وذاك .
فأمر بإبله فردت عليه . ثم خرج وأخبر قريشا الخبر .
وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا
في رءوس الجبال خوفا عليهم من معرة الجيش . ففعلوا .
وأتى عبد المطلب البيت . فأخذ بحلقة الباب وجعل يقول
يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم و حماكا
إن عدو البيت من عاد اكا ف امنعهم و أن يخربوا قراكا
وقال أيضا : لا هم إن المرء يمــــــــنع رحله وحلاله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهــــم و محالهم غدوا محالك
جروا جموعهم وبلادهم والفيل كي يسبوا عيالك
إن كنت تاركهم وكعـ بتنا فأمر ما بدا لك
ثم توجه في بعض تلك الوجوه مع قومه .
وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول .
وعبأ جيشه . وهيأ فيه . فأقبل نفيل إلى الفيل .
فأخذ بأذنه . فقال ابرك محمود . فإنك في بلد الله الحرام .
فبرك الفيل فبعثوه فأبى . فوجهوه إلى اليمن ، فقام يهرول .
ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك .
ووجهوه إلى المشرق ففعل ذلك . فصرفوه إلى الحرم فبرك .
وخرج نفيل يشتد حتى صعد الجبل
فأرسل الله طيرا من قبل البحر مع كل طائر ثلاثة أحجار .
حجران في رجليه وحجر في منقاره .
فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم .
فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك . وليس كل القوم أصابت .
فخرج البقية هاربين يسألون عن - 36
- نفيل ليدلهم على الطريق إلى اليمن .
فماج بعضهم في بعض .
يتساقطون بكل طريق ويهلكون على كل منهل .
وبعث الله على أبرهة داء في جسده .
فجعلت تساقط أنامله حتى انتهى إلى صنعاء وهو مثل الفرخ .
وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك .

مولد الرسول عليه الصلاه و السلام



• تزوج عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف
بن زهرة بن حكيم؛ وعمره ثماني عشرة سنة ، وهي يومئذ من أفضل نساء قريش
نسباً وأكرمهم خلقاً. ولما دخل بها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم،
وسافر والده عبد الله عقب ذلك بتجارة له إلى الشام فأدركته الوفاة
بالمدينة (يثرب) وهو راجع من الشام ، ودفن بها عند أخواله بني عدى بن
النجار، وكان ذلك بعد شهرين من حمل أمه آمنة به صلى الله عليه وسلم.
وقد توفي والد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يترك من المال إلا خمساً من
الإبل وأمَته (أم أيمن).ولما تمت مدة الحمل ولدته صلى الله عليه وسلم بمكة
المشرفة في اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، الذي يوافق
سنة 571 من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو العام
الذي أغار فيه ملك الحبشة على مكة بجيش تتقدمه الفيلة قاصداً هدم الكعبة
(البيت الحرام) فأهلكهم الله تعالى.
كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار عمه أبي طالب في شِعْب بني هاشم،
أي مساكنهم المجتمعة في بقعة واحدة، وسماه جده عبد المطلب (محمداً) ولم
يكن هذا الاسم شائعاً إذ ذاك عند العرب ولكن الله تعالى ألهمه إياه فوافق
ذلك ما جاء في التوراة من البشارة بالنبي الذي يأتي من بعد عيسى عليه
الصلاة والسلام مسمى بهذا الاسم الشريف، لأنه قد جاء في التوراة ما هو
صريح في البشارة بنبي تنطبق أوصافه تمام الانطباق على سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم: مسمى، أو موصوفا بعبارة ترجمتها هذا الاسم، كما جاءت البشارة
به صلى الله عليه وسلم على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام باسمه أحمد، وقد
سمى بأحمد كما سمى بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت قابلته صلى الله عليه وسلم الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف وحاضنته أم
أيمن بركة الحبشية أَمَة أبيه عبد الله، وقد ورد في الحديث أنه صلى الله
عليه وسلم وُلد مختوناً، وورد أيضا أن جده عبد المطلب ختنه يوم السابع من
ولادته الذي سماه فيه..
• ولـد سيـد المرسلـين صلى الله عليه وسلم بشـعب بني هاشـم بمكـة في
صبيحـة يــوم الاثنين التاسع مـن شـهر ربيـع الأول، لأول عـام مـن حادثـة
الفيـل، ولأربعـين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك عشرين أو
اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير محمد
سليمان ـ المنصورفورى ـ رحمه اللـه‏.‏ وروى ابــن سعــد أن أم رســول الله
صلى الله عليه وسلم قالــت ‏:‏ لمــا ولـدتــه خــرج مــن فرجـى نــور
أضــاءت لـه قصـور الشام‏.‏ وروى أحمد والدارمى وغيرهمـا قريبـًا مـن
ذلك‏.‏ وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة
شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول
بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏ وليس له
إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل‏.‏
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًا
ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم
يكن معروفًا في العرب ـ وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون‏.‏
وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ
ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له‏:‏ مَسْرُوح، وكانت قد
أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد
المخزومي‏
• ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤيا آمنة ويزعمون - فيما يتحدث الناس والله أعلم - أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث ‏‏‏:‏‏‏
أنها أُتيت ، حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لها ‏‏‏:‏‏‏
إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي ‏‏‏:‏‏‏ أعيذه
بالواحد ، من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ‏‏‏.‏‏‏ ورأت حين حملت به أنه
خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
• رواية حسان بن ثابت ، عن مولده صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، عن
يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ‏‏‏.‏‏‏ قال
‏‏‏:‏‏‏ حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ، قال ‏‏‏:‏‏‏ والله
إني لغلام يفعة ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت
يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب ‏‏‏:‏‏‏ يا معشر يهود ، حتى إذا
اجتمعوا إليه ، قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ما لك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ طلع
الليلة نجم أحمد الذي ولد به
• إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم ، أرسلت إلى جده
عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنه قد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ؛ فأتاه فنظر
إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن
تسميه ‏‏‏.‏‏‏
• فرح جده به صلى الله عليه و سلم ، و التماسه له المراضع
فيزعمون أن عبدالمطلب أخذه ، فدخل به الكعبة ؛ فقام يدعو الله ، ويشكر له
ما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها ‏‏‏.‏‏‏ والتمس لرسول الله صلى
الله عليه وسلم الرضعاء ‏‏‏.‏‏‏
رضاعه - صلى الله عليه وسلم



• أرضعته صلى الله عليه وسلم أمه عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة أَمَة عمه
أبي لهب أياماً، ثم جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالاً يرضعنهم
ابتغاء المعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا
يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة
والشهامة وقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء
النسوة (حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن
التي كانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن
استشارت زوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله
تعالى رجاءه وبدل عسرهم يسراً، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي
ولدها ، ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعاً بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد
أن وصلوا إلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعاً غزيرة اللبن مع أن أرضهم
كانت مجدبة في تلك السنة، واستمروا في خيروبركة مدة وجوده صلى الله عليه
وسلم بينهم.

ولما كمل له سنتان فصلته حليمة من الرضاع، ثم أتت به إلى جده وأمه وكلمتهما في رجوعها به وإبقائه عندها فأذنا لها بذلك.






طفولته وشبابه



• لقد سجلت المراجع التاريخية المروية بأسانيد متصلة إلى جميع المصادر
الثابتة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم – تفاصيل
نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مر بها من أحداث خلال فترة الطفولة
والصبا ، فذكرت تلك المصادر أنه صلى الله عليه وسلم بعد ولداته تولت
إرضاعه حليمة السعدية ، حيث كانت عادة العرب أن تدفع بأطفالها إلى نساء
البوادي ليقمن بإرضاع الأطفال في البادية حتى ينشأوا على الفصاحة ،
والفطرة السليمة ، والقوة البدنية .
وقد روت المصادر الإرهاصات التي حدثت لحليمة وزوجها منذ أن حل بهم الطفل
الجديد – محمد صلى الله عليه وسلم – إذ تحول حالهما من العسر إلى اليسر ،
فقد أصبحت شاتهم العجفاء دارة للبن ، وحتى حليمة ذاتها أصبح ثديها مدرارا
للبن لأنها رضيع النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك مما روته حليمة فيما
ذكرته المصادر .
وقد بقى الصبي مع حليمة حتى بلغ الخامسة من عمره ، وما أعادته إلا أنها
خافت عليه من واقعة حدثت له،وهي حادثه شق الصدر . ذلك أن ملكين جاءاه صلى
الله عليه وسلم وهو بين صبية يلعبون فأخذاه وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه
في طست ثم أعاداه موضعه فالتئم الجرح كأن شيئاً لم يكن ، فلما حكى الصبية
وفيهم صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة لحليمة وزوجها خافا عليه خوفاً
شديداً فقررا إعادته إلى ذويه بمكة ، ولكن ما بلغ الصبي السادسة من عمره
حتى توفيت أمه آمنة ، فتولى تربيته جده عبد المطلب فلما بلغ الصبي ثماني
سنين وشهرين وعشرة أيام توفى جده عبد المطلب فانتقلت رعايته إلى عمه أبي
طالب ، فبقى بكنفه حتى بلغ أربعين سنة . وكان صلى الله عليه وسلم في أول
شبابه عمل في رعي أغنام قريش على دراهم يعطونها إياه على ما هي عليه سنة
الأنبياء من قبله .






حادثة شق الصدر




بعد عودة حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى ديار بني سعد
بأشهر، بعث الله تعالى مَلَكين لشق صدره الشريف وتطهيره، فوجداه صلى الله
عليه وسلم مع أخيه من الرضاع خلف البيوت، فأضجعاه وشقا صدره الشريف وطهراه
من حظ الشيطان، وكان ذلك الشق بدون مدية ولا آلة بل كان بحالة من خوارق
العادة ، ثم أطبقاه، فذهب ذلك الأخ إلى أمه حليمة وأبلغها الخبر، فخرجت
إليه هي وزوجها فوجداه صلى الله عليه وسلم منتقع اللون من آثار الروع ،
فالتزمته حليمة والتزمه زوجها حتى ذهب عنه الروع ، فقص عليهما القصة كما
أخبرهما أخوه. وقد أحدثت هذه الحادثة عند حليمة وزوجها خوفاً عليه، ومما
زادها خوفاً أن جماعة من نصارى الحبش كانوا رأوه معها فطلبوه منها ليذهبوا
به إلى ملكهم، فخشيت عليه من بقائه عندها، فعادت به صلى الله عليه وسلم
إلى أمه وأخبرتها الخبر، وتركته عندها مع ما كانت عليه من الحرص على بقائه
معها.
التربية الإلهية للرسول – صلى الله عليه وسلم



قد علمت أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله
عليه وسلم، فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب
والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب حينما كان في كفالته،
مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر
الشمس في سفره إلى الشام، فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.
وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده إلى المكارم والفضائل في أموره
كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا
يُرى.
وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.
وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى
الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة وما أخبر به المسيح عيسى بن
مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون
منهم لما رأوا ذاته الشريفة أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.

وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً
في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ
الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم
حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)،
وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.
وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه
أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداً
أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا
ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً
لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولا
يزنى ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق
والأمانة والوفاء.
وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.
وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن،
وربما لبس الصوف والكتان، ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها. وركب الخيل
والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة وعلى
السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها
ويصلحها) ويرقع ثوبه، وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر
الحاجة. وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً.
اتصف صلى الله عليه وسلم بصفات لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، كيف لا وهو
خير الناس وأكرمهم عند الله تعالى . فقد كان صلى الله عليه وسلم أفصح
الناس ، وأعذبهم كلاماً وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ
بمجامع القلوب ويأسر الأرواح ، يشهد له بذلك كل من سمعه.
وكان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ،
ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولهاما كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس
إليه) متفق عليه .
وثبت في (( الصحيحين )) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال بعثت بجوامع الكلام) وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً
ليفهمه السامع ويعقله عنه ، ففي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى يفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم
عليهم ، سلم ثلاثاً).
وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان
إذا تكلم افتتح كلامه واختتمه بذكر الله، وأتى بكلام فَصْلٍ ليس بالهزل ،
لازيادة فيه عن بيان المراد ولاتقصير ، ولا فحش فيه ولا تقريع ، أما ضحكه
صلى الله عليه وسلم فكان تبسماً، وغاية ما يكون من ضحكه أن تبدو نواجذه،
فكان يَضْحَك مما يُضْحك منه، ويتعجب مما يُتعجب منه.

وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه ، فلم يكن بكاؤه بشهيق ولا
برفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، بل كانت عيناه تدمعان حتى تهملا،
ويُسمع لصدره أزيز، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يبكى رحمة للميت كما
دمعت عيناه لموت ولده، وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة
تفيض عيناه من خشية الله ، فقد بكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه
(سورة النساء ) وانتهى إلى قوله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41].


وتارة كان يبكي اشتياقاً ومحبة وإجلالاً لعظمة خالقه سبحانه وتعالى.


وما ذكرناه وأتينا عليه من صفاته صلى الله عليه وسلم غيض من فيض لا يحصره
مقال ولا كتاب، وفيما ألمحنا إليه عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً
والحمد لله أولاً وأخيرا
الاعتكاف



كانت عند العرب بقايا من الحنيفية التي ورثوها من دين إبراهيم عليه
السلام، فكانوا مع -ما هم عليه من الشرك- يتمسكون بأمور صحيحة توارثها
الأبناء عن الآباء كابراً عن كابر، وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض، بل
كانت طائفة منهم -وهم قلة- تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك وعبادة
الأوثان، وأكل الميتة، ووأد البنات، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها
الله، ولم يأت بها شرع حنيف، وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل و زيد بن
نفيل ورسولنا صلى الله عليه وسلم ، والذي امتاز عن غيره صلى الله عليه
وسلم باعتزاله الناس للتعبد والتفكُّر في غار حراء، فما هو خبره صلى الله
عليه وسلم في هذا الشأن، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي: كان النبي
صلى الله عليه وسلم يتأمل منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة
والأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه، ولم تلق قبولاً في عقله،
بسبب ما أحاطه الله من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرته
على صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه.
هذا الحال الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم دفع به إلى اعتزال قومه وما
يعبدون من دون الله، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه وما
كانوا عليه من عبادات باطلة، وأوهام زائفة، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب
إلى غار حراء كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال:
(جاورت بحراء شهراً...) وحراء هو غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من
مكة، فكان يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربه
والتفكَّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من
عقائد الشرك الباطلة، والتصورات الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا
منهج محدد يطمئن إليه و يرضاه.
وكان اختياره لهذه العزلة والانقطاع عن الناس بعض الوقت من الأسباب التي
هيأها الله تعالى له ليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرة
التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين واقتضت حكمة
الله أن يكون أول ما نزل عليه الوحي في هذا الغار.
فهذا ما كان من أمر تعبده صلى الله عليه وسلم، واعتزاله قومه وما كانوا
عليه من العبادات والعادات، وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته، وهيأ
له الأسباب التي تعده لحمل الرسالة للعالمين. وهو في حاله التي ذكرنا
ينطبق عليه قوله تعالى في حق موسى عليه الصلاة والسلام {ولتصنع على عيني}
(طه:39)إنه الإعداد لأمر عظيم تنوء الجبال بحمله، إنها الأمانة التي كان
يُعدُّ لحملها إلى الناس أجمعين، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة،تحقيقاً
لقوله تعالى {وجئنا بك شهيداً على هولاء} (النحل:89) فجزاه الله عن أمته
وعن العالمين خير الجزاء، وجمعنا معه تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، والحمد
لله رب العالمين .


بدايات الوحي



تلك هي قصة بداية النبوة ونزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لأول
مرة ، وقد كان ذلك في رمضان في ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( شهر رمضان
الذي أنزل فيه القرآن ) وقال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وقد أفادت
الأحاديث الصحيحة ان ذلك كان ليلة الإثنين قبل أن يطلع الفجر .

وحيث إن ليلة القدر تقع في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان ، وقد ثبت
علمياً أن يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة إنما وقع في اليوم الحادي
والعشرين فقد أفاد ذلك أن نبوته صلى الله عليه وسلم إنما بدأت في الليلة
الحادية والعشرين من رمضان سنة إحدى وأربعين من مولده صلى الله عليه وسلم
وهي توافق اليوم العاشر من شهر أغسطس سنة 610 م وكان عمره صلى الله عليه
وسلم إذ ذاك أربعين سنة قمرية وستة أشهر واثني عشر يوماً ، وهو يساوي
تسعاً وثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوماً فكانت بعثته على
رأس أربعين سنة شمسية .

فترة الوحي ثم عودته : وكان الوحي قد وانقطع فتر بعد أول نزوله في غار
حراء كما سبق ودام هذا الانقطاع أياما ، وقد ترك ذلك في النبي صلى الله
عليه وسلم شدة وكآبة وحزنا ، ولكن المصلحة كانت في هذا الانقطاع ، فقد ذهب
عنه الروع ، وتثبت من أمره ، وتهيأ لاحتمال مثل ما سبق حين يعود ، وحصل له
التشوف والانتظار ، وأخذ يرتقب مجيء الوحي مرة أخرى. وكان صلى الله عليه
وسلم قد عاد من عند ورقة بن نوفل إلى حراء ليواصل جواره في غاره ، ويكمل
ما تبقى من شهر رمضان ، فلما انتهى شهر رمضان وتم جواره نزل من حراء صبيحة
غرة شوال ليعود إلى مكة حسب عادته .

قال صلى الله عليه وسلم فلما استبطنت الوادي – أي دخلت في بطنه – نوديت ،
فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً ونظرت أمامي فلم
أر شيئاً ونظرت خلفي فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي فرأيت شيئاً ، فإذا الملك
الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فجثت منه رعباً حتى
هويت إلى الأرض ، فأتيت خديجة ، فقلت زملوني ، زملوني ، دثروني ، وصبوا
علي ماءً بارداً ، فدثروني وصبوا علي ماءً بارداً، فنزلت ( يا أيها المدثر
قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) . وذلك قبل أن تفرض الصلاة
ثم حمي الوحي وتتابع . وهذه الآيات هي بدء رسالته صلى الله عليه وسلم وهي
متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحي ، وتشمل على نوعين من التكليف مع بيان
ما يترتب عليه .

أما النوع الأول فهو تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير ، وذلك
في قوله تعالى : ( قم فأنذر ) فإن معناه حذر الناس من عذاب الله إن لم
يرجعوا عما هم فيه من الغي والضلال ، وعبادة غير الله المتعال ، والإشراك
به في الذات والصفات والحقوق والأفعال .

وأما النوع الثاني فتكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه
وتعالى والالتزام بها في نفسه ، ليحرز بذلك مرضاة الله ، ويصير أسوة لمن
آمن بالله ، وذلك في بقية الآيات ، فقوله : ( وربك فكبر ) معناه خصه
بالتعظيم ، ولا تشرك به في ذلك أحداً غيره ، وقوله ( وثيابك فطهر )
المقصود الظاهر منه تطهير الثياب والجسد ، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بين
يديه أن يكون نجساً مستقذراً ، وقوله ( والرجز فاهجر ) معناه ابتعد عن
أسباب سخط الله وعذابه ، وذلك بطاعته وترك معصيته ، وقوله : ( ولا تمنن
تستكثر ) أي لا تحسن إحساناً تريد أفضل منه في هذه الدنيا.

أما الآية الأخيرة فأشار فيها إلى ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم في
الدين ، ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده ، فقال : ( ولربك فاصبر ) .

نزول جبريل على الرسول



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكة لأنهم يعبدون الأصنام
ويذهب إلى غار حراء في جبل قريب. كان يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى في
الغار أيامًا طويلة. يتفكّر فيمن خلق هذا الكون …
وفي يوم من أيام شهر رمضان وبينما كان رسول الله يتفكّر في خلق السموات
والأرض أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: "اقرأ" فقال
الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكرّرها عليه جبريل ثلاث
مرّات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرّة: "ما أنا بقارئ".
وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: "اقرأ باسم ربّك الذي
خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم
الإنسان ما لم يعلم".
وكانت هذه الآيات الكريمة أوّل ما نزل من القرآن الكريم. حفظ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله جبريل عليه السلام.
عاد الرسول صلى الله عليه وسلم خائفًا مذعورًا إلى زوجته السيدة خديجة
وكان يرتجف فقال لها:"زمّليني، زمّليني" (أي غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب
عنه الخوف أخبر زوجته بما رأى وسمع فطمأنته وقالت له: "أبشر يا ابن عم،
إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة".
كان الرسول قد بلغ الأربعين من عمره عندما أنزل عليه القران الكريم.
الدعوة سرا


[b]
من المعلوم تاريخياً أن مكة كانت مركزا لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة
والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك
الزمان. وجاءت رسالة الإسلام وحال مكة على ما ذكرنا، ولم يكن من الحكمة،
أن يجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته بداية، والعرب على ما هم
عليه من التقاليد والعادات التي ورثوها عن آبائهم. وكان الأمر يحتاج إلى
صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث.فكان من الحكمة أن تكون
الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم
الجاهلية لآلهتهم وأصنامهم.

وبدأ رسول صلى الله عليه وسلم بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه،
وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب
الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في
التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوج النبي صلى الله عليه
وسلم أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ومولاه زيد بن حارثة و ابن عمه على
بن أبى طالب ، والصديق أبو بكر رضي الله عنهم، أسلم هؤلاء في أول يوم من
أيام الدعوة وكان إسلامهم فاتحة خير على الإسلام ودعوته.

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً محبوباً، صاحب خلق
وإحسان، فدعا من يثق به سراً، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان و الزبير بن
العوام ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص، و طلحة بن عبيد الله
رضي الله عنهم.

وسارع كل واحد من هؤلاء إلى دعوة من يطمئن إليه ويثق به، فأسلم على أيديهم
جماعة من الصحابة، وهم من جميع بطون قريش، وهؤلاء هم أوائل السابقين
الأولين الذين جاء ذكرهم في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة:100).
وذكر أهل السير أنهم كانوا أكثر من أربعين نفراً. أسلم هؤلاء سراً وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم بعيداً عن أنظار المشركين، فيرشدهم
ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن الكريم، ويثبت الإيمان في قلوبهم.

وأما مدة الدعوة السرية فقد ذكر أكثر أهل السير أنها كانت ثلاث سنوات،
وكون الدعوة سرية في هذه المرحلة لا يعني أن خبرها لم يبلغ قريشاً، فقد
بلغها إلا أنها لم تكترث لها، ولم تعرها اهتماماً في بداية الأمر، ظناً
منها أن محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية، وعبادة
الله وحده، مما ورثوه من الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، كما صنع أمية
بن أبي الصلت و قس بن ساعدة ، و عمرو بن نفيل وأشباههم .
ولما بدأ عود الدعوة يشتد ويقوى وخاف المشركون من ذيوع خبرها وامتداد
أثرها، أخذوا يرقبون -على مر الأيام- أمرها ومصيرها،فوقفوا في سبيلها بعد
ذلك.

وختام القول :فإن دعوة الإسلام استدعت في بداية أمرها أن تكون دعوة سرية،
ريثما يتمكن أمرها، لتنطلق معلنة رسالتها الخاتمة، تلك الرسالة القائمة
على إخراج الناس من الغي والضلال إلى الهدى والرشاد، لتكون عزاً ونصراً
للمؤمنين ورحمة للعالمين وصدق الله القائل : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ} (يونس:58) والحمد لله رب العالمين

الجهر بالدعوة في قريش




كانت الدعوة الإسلامية في بداية أمرها تنتهج السرية في تبليغ رسالتها،
لظروف استدعت تلك الحال ، واستمر الأمر على ذلك ثلاث سنين، ثم كان لابد
لهذه الدعوة من أن تعلن أمرها وتمضي في طريقها الذي جاءت من أجله، مهما
لاقت من الصعاب والعنت والصد والمواجهة.
فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم -وقد بعثه رسولاً للناس
أجمعين- أن يصدع بالحق، ولا يخشى في الله لومة لائم فقال: (فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الحجر:94) وأخبره أن
يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فقال مخاطباً له {وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأقربين} (الشعراء:214) فدعا بني هاشم ومن معهم من بني
المطلب، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك
الأقربين} صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: ( يا بني
فهر يا بني عديٍّ - لبطون قريش - حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع أن يخرج
يرسل رسولاً لينظر ما الخبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو أخبرتكم
أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ما جربنَّا
عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تباً
لك إلهذا جمعتنا) متفق عليه.

فكانت هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً، وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاء
من أجله، والغاية التي يحيا ويموت لها، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم
ووضََّح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط الوحيد بينه
وبينهم، وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا في
سبيلها، لاقيمة لها في ميزان الحق، وأن الحق أحق أن يتبع، فها هو يقف
مخاطباً قرابته -كما ثبت في الحديث المتفق عليه بقوله: ( يا عباس بن عبد
المطلب يا عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول
الله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من
مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً) .

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يبالي في سبيل دعوته بشئ، بل يجهر بالحق ويصدع
به لا يلوي على إعراض من أعرض، ولا يلتفت إلى استهزاء من استهزأ، بل كانت
وجهته إلى الله رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين} (الأنعام:162) وكانت وسيلته الجهر بكلمة الحق {قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}
(يوسف:108). وقد لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جراء موقفه هذا شدة
وبأساً من المشركين، الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد ما هم عليه، فتكالبوا
ضده لصده عن دعوته، وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته، آملين الإجهاز على
الحق الذي جاء به {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
(يوسف21).
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه يدعو إلى الله متلطفاً في عرض
رسالة الإسلام، وكاشفاً النقاب عن مخازي الوثنية، ومسفهاً أحلام
المشركين.فوفق الله تعالى ثلة من قرابته صلى الله عليه وسلم وقومه لقبول
الحق والهدى الذي جاء به، وأعرض أكثرهم عن ذلك، ونصبوا له العداوة
والبغضاء، فقريش قد بدأت من أول يوم في طريق المحاربة لله ولرسوله، متعصبة
لما ألِفته من دين الآباء والأجداد، كما حكى الله تعالى عنهم على سبيل
الذم والإنكار فقال: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا
عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22).

وخاتمة القول : إن الجهر بالدعوة كان تنفيذاً لأمر الله تعالى، وقياماً
بالواجب، وقد صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالحق كما أراد الله، ولاقى
مقابل هذا الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله،
والتنكيل بهم، ولكن كان البيع الرابح مع الله تعالى، والعاقبة كانت للنبي
صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به فملكوا الدنيا ودانت لهم، وهدى الله بهم
الناس إلى الصراط المستقيم، وفي الدار الآخرة لهم الحسنى عند الله تعالى،
واللهَ نسأل أن يعزَّ دينه وينصر أولياءه ويسلك بنا سبيلهم إنه سميع مجيب

بيعة العقبة الأولى




فلما كان حج العام المقبل - سنة 12 من النبوة – قدم اثنا عشر رجلاً منهم
عشرة من الخزرج واثنان من الأوس ، فأما العشرة من الخزرج فخمسة منهم هم
الذين جاءوا في العام الماضي غير جابر بن عبد الله بن رئاب وخمسة آخرون هم
: معاذ بن الحارث ( معاذ بن العفراء ) . ذكوان بن عبد القيس . عبادة بن
الصامت . يزيد بن ثعلبة . العباس بن عبادة بن نضلة وأما الاثنان من الأوس
فهما : أبو الهيثم بن التيهان . عويم بن ساعدة . اجتمع هؤلاء برسول الله
صلى الله عليه وسلم بعقبة منى ، فعلمهم الإسلام ، وقال لهم : تعالوا
بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا
تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا
تعصوني في معروف . فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ،
فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ،
فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك .

دعوة الإسلام في يثرب : فلما رجعوا إلى يثرب بعث معهم مصعب بن عمير رضي
الله عنه ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، ونزل مصعب بن عمير على أبي
أمامة أسعد بن زرارة ونشطا في نشر الإسلام ، وبينما هما في بستان إذ قال
رئيس الأوس سعد بن معاذ لابن عمه أسيد بن حضير : ألا تقوم إلى هذين
الرجلين الذين أتيا يسفهان ضعفاءنا فتزجرهما ، فأخذ أسيد حربته ، وأقبل
إليهما فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه .
وجاء أسيد فوقف عليهما وقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟
اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ، فقال مصعب : أوتجلس فتسمع ، فإن
رضيت امراً قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكرهه فقال : أنصفت ، وركز
حربته وجلس ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فاستحسن أسيد دين
الإسلام واعتنقه ، وشهد شهادة الحق . ثم رجع أسيد ، واحتال ليرسل إليهما
سعد بن معاذ ، فقال له : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأساً ، وقد
نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت ، ثم قال : وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى
أسعد بن زرارة ليقتلوه، لأنه ابن خالتك ، فيردون أن يخفروك . فغضب سعد ،
وقام إليهما متغيظاً ، ففعل معه مصعب مثل ما فعل مع أسيد ، فهداه الله
للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، ثم رجع إلى قومه ، فقال : يا بني عبد
الأشهل ‍ كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيدنا وأفضلنا رأياً . قال : فإن
كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى فيهم
رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة ، إلا رجل واحد اسمه الأصيرم ، تأخر
إسلامه إلى يوم أحد ، ثم أسلم وقتل شهيداً في سبيل الله قبل أن يسجد لله
سجدة .وعاد مصعب بن عمير إلى مكة قبل حلول موعد الحج يحمل بشائر مثل هذا
الفوز .




بيعة العقبة الثانية




وفي موسم الحج سنة 13 من النبوة قدم كثير من أهل يثرب من المسلمين
والمشركين ، وقد قرر المسلمون أن لا يتركون رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة يطوف في أيام التشريق ليلاً في الشعب الذي عند جمرة العقبة .

فلما جاء الموعد ناموا في رحالهم مع قومهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل الأول
أخذوا يتسللون ، فيخرج الرجل والرجلان حتى اجتمعوا عند العقبة ، وهم ثلاثة
وسبعون رجلاً اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ، ومعهم امرأتان
: نسيبة بنت كعب من بني النجار ، وأسماء بنت عمرو من بني سلمة ، وجاءهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ، كان على
دين قومه ، ولكن أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له .

وكان العباس أول من تكلم ، فقال لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يزال في عز من قومه ومنعة في بلده ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما
دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك وإلا فمن الآن
فدعوه .

فأجاب المتكلم عنهم – وهو البراء بن معرور – قال : نريد الوفاء والصدق
وبذل الأرواح دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم يا رسول الله ‍ !
فخذ لنفسك ولربك ما أحببت .



فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلى القرآن ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام واشترط لربه :

1 – أن يعبدوه وحده ، ولا يشركون به شيئاً .

واشترط لنفسه ولربه أيضاً أنهم قالوا له على ما نبايعك ؟ فقال :

2 – على السمع والطاعة في النشاط والكسل .

3 – وعلى النفقة في العسر واليسر .

4 – وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

5 – وعلى أن تقوموا الله ، لا تأخذكم في الله لومة لائم .

6 – وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ، ولكم الجنة .

7 – وفي رواية عن عبادة : ( بايعناه ) على أن لا ننازع الأمر أهله .



فأخذ بيده صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور وقال : نعم ، والذي بعثك
بالحق لنمنعك مما نمنع عنه أزرنا ، فبايعنا ، فنحن والله أبناء الحرب وأهل
الحلقة – أي السلاح – ورثناها كابراً عن كابر . فقاطعه أبو الهيثم بن
التيهان قائلاً : يارسول الله ! إن بيننا وبين الرجال حبالاً – أي عهوداً
وروابط - وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع
إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : بل الدم
الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من
سالمتم . وفي هذه اللحظة الحاسمة تقدم العباس بن عبادة بن نضلة وقال : هل
تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس
، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه
فمن الآن ، فإنه خزي في الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له على
نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه ، فهو والله خير الدنيا والآخرة قالوا :
فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يار سول الله
! قال : الجنة . قالوا : ابسط يدك . فبسط يده ، فقاموا ليبايعوه ، فأخذ
بيده أسعد بن زرارة ، وقال : رويدأ يا أهل يثرب ! إنا لم نضرب إليه أكباد
الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة
، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه ،
وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم
عند الله . قالوا : يا أسعد ! أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا
نستقيلها ، فقاموا إليه رجلاً رجلاً وبايعوه ، وكان أسعد بن زرارة هو أول
المبايعين على أرجح الأقوال . وقيل بل أبو الهيثم بن التيهان . وقيل : بل
البراء بن معرور . أما بيعة المرأتين فكانت قولاً بدون مصافحة .

اثنا عشر نقيباً : وبعد البيعة طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يخرجوا اثني عشر نقيباً يكونون عليهم ، ويكفلون المسؤلية عنهم ، فأخرجوا
تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، أما من الخزرج فهم :



1 – سعد بن عبادة بن دليم .

2 – أسعد بن زرارة بن عدس .

3 - سعد بن الربيع بن عمرو .

4 - عبد اللله بن رواحة بن ثعلبة

. 5 – رافع بن مالك بن عجلان .

6– البراء بن معرور بن صخر .

7– عبد الله بن عمرو بن حرام .

8 – عبادة بن الصامت بن قيس .

9 – المنذر بن عمرو بن خنيس .

وأما من الأوس فهم :

10 – أسيد بن حضير بن سماك .

11 – سعد بن خيثمة بن الحارث .

12 – رفاعة بن عبد المنذر

بن زبير – وقيل : أبو الهيثم بن التيهان .



فلما تم اختيارهم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم على قومكم
بما فيهم كفلاء ، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ، وأنا كفيل على قومي ،
قالوا : نعم . هذه هي بيعة العقبة الثانية ، وكانت حقاً أعظم بيعة وأهمها
في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تغير بها مجرى الأحداث وتحول خط
التاريخ . ولما تمت البيعة وكاد الناس ينفضون اكتشفها أحد الشياطين ، وصاح
بأنفذ صوت سمع قط ، يا أهل الأخاشب – المنازل – هل لكم في محمد ، والصباة
معه ، قد اجتمعوا على حربكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما
والله يا عدو الله لأتفرغن لك ، وأمرهم أن ينفضوا رحالهم فرجعوا وناموا
حتى أصبحوا . وصباحاً جاءت قريش إلى خيام أهل يثرب ليقدموا الإحتجاج إليهم
، فقال المشركون : هذا خبر باطل ، ما كان من شيء ، وسكت المسلمون ، فصدقت
قريش المشركين ورجعوا خائبين . وأخيراً تأكد لدى قريش أن الخبر صحيح ،
فأسرع فرسانهم في طلب أهل يثرب ، فأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو
عند أذاخر ، فأما المنذر فأعجز القوم هرباً ، وأما سعد فأخذوه وربطوه
وضربوه وجروا شعره حتى أدخلوه مكة ، فخلصه المطعم بن عدي والحارث بن حرب ،
إذ كان يجير لهما قوافلهما بالمدينة ، وأراد الأنصار أن يكروا إلى مكة إذ
طلع عليهم سعد قادماً ، فرحلوا إلى المدينة سالمين .

الهجرة الأولى إلى الحبشة



لما جاءت رسالة الإسلام وقف المشركون في وجهها وحاربوها، وكانت المواجهة
في بداية أمرها محدودة، إلا أنها سرعان ما بدأت تشتد وتتفاقم يوماً بعد
يوم وشهراً بعد شهر، حتى ضيَّقت قريش الخناق على المسلمين واضطهدتهم
وأرهقتهم، فضاقت عليهم مكة بما رحبت، وصارت الحياة في ظل هذه المواجهة
جحيماً لا يطاق. فأخذ المسلمون يبحثون عن مكان آمن يلجئون إليه، ويتخلصون
به من عذاب المشركين واضطهادهم.
في ظل تلك الظروف التي يعانى منها المسلمون، نزلت سورة الكهف، تلك السورة
التي أخبرت بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من ظلم ملِكِهِم، وأووا إلى كهف
يحتمون به مما يراد بهم. كان فى هذه القصة تسلية للمؤمنين، وإرشاداً لهم
إلى الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه للخرو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 17 فبراير 2011, 3:37 pm

الجهاد في سبيل نشر الإسلام




فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط
في أول الأمر: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا
وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، (وَقَاتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) ثم أذن بمبادرة العدو
للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا
من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193).
وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخ
لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بمجازر، أو سلب
الأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة في
الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة. وقبل ذلك كله لم تفرض
العقيدة الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة، بل سمح لأهل الكتاب
بالمحافظة على أديانهم الأخرى، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت
الحاضر بسبب السماحة الدينية.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النية
بالجهاد، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة في
الشهرة والمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم
عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
فهو في سبيل الله) رواه مسلم.
بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيوي
لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه. وفى
الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: (تضمَّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً
بي، وتصديقاً برسلي، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه
الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من
كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم،
لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما
قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا
يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو
فى سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه مسلم.
ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على
نفسية المقاتل المسلم، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين أثناء القتال في غزوة
أحد: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري
فقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض! ؟ قال: نعم فقال بخ بخ ـ
كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون
من أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم
قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما
كان معه من التمر وقاتلهم حتى قتل) رواه مسلم. فهذا النموذج الأول.
أما الثاني: فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه و
سلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا، فلما حضر أعطوه ما قسم
له، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ما على هذا اتبعتك،
ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة.
قال: (إن تصدق الله يصدقك) قال: فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتال العدو
فأتي به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه و سلم
بجبته، وصلى الله عليه ودعا له، فكان مما قال: (اللهم هذا عبدك خرج
مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدا، وأنا عليه شهيد) مصنف عبد الرازق.
فهذه الرواية شاهد قوى على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياة
ألغزوه والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة،
فكيف يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
و سلم ؟!.
أقسام الجهاد
يكون الجهاد بالكلمة، وبالمال، وبالنفس، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه الأقسام:
الجهاد بالكلمة
إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى، ببيان العقيدة
والشريعة وتربية الناس ويفقههم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتوجيه
النصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) رواه أبو داود، وقال: (سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أبو داود
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحه
مما يؤدى إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله، فكان
أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً، لأن عودته إلى الاستقامة
وطاعة الله تعالى تؤدى إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمة
روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته.
الجهاد بالمال
حض الإسلام على الجهاد بالمال، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش
بالسلاح والأدوات والتدريب، مما يقتضى صرف الأموال الوفيرة، وتقوم الدولة
في الوقت الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش،
وعند الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهاد
بأموالهم، قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا
بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41). وقد
سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الناس أفضل ؟ فقال: (مؤمن يجاهد
في سبيل الله بنفسه وماله) رواه البخاري.
الجهاد بالنفس
يحرص الإسلام على السلم، ويدعو الناس إلى الدخول فيه، كما يحرص على
هدايتهم، بالبيان والترغيب، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى رضي
الله عنه. حين وجهه لقتال يهود خبير: (لئن يهدى الله بك رجلا خبر من أن
يكون لك حمر النعم) رواه مسلم.
ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين، أو
الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم، والجهاد بالنفس من فروض
الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين، إلا عندما تغزى أرض المسلمين
فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى: (إنما المؤمنون
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وَأَنْفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات:15).
وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل،
ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين


.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 17 فبراير 2011, 3:49 pm

غزوات عام 8 هـ



فتح مكة




كانت بطون خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما كانت بنو بكر
بن وائل في عهد قريش، وكان بين هذين الجيشين دماء، فثار بنو بكر على
خزاعة، وساعدتهم قريش بالسلاح والأنفس وقاتلوهم، فقدم على رسول الله صلى
الله عليه و سلم نفر من خزاعة وأخبروه بنقض قريش للعهد، فلما أحست قريش
بما فعلت جاء منهم أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقوى
العهد ويزيد في المدة فلم يجبه إلى ذلك، وتأكد المسلمون من نقض قريش
للعهد، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين أن يتجهزوا وكتم عنهم
الوجه، فاجتمع لذلك عشرة آلاف من المسلمين من المهاجرين والأنصار وطوائف
من العرب، وخرج بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لعشر مضت من شهر رمضان
في السنة الثامنة للهجرة، وساروا حتى نزلوا بمرِّ الظهران بقرب مكة بدون
أن تعلم قريش بوجهتهم. وقد كان العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى
الله عليه و سلم مهاجرا إلى المدينة بأهله، فقابله صلى الله عليه و سلم في
الطريق فأرجعه معه، وبعث بعياله إلى المدينة.
وبينما جيش المسلمين بمر الظهران إذ خرج أبو سفيان ومعه آخران يتجسسون
الأخبار، لما كانوا يتوقعونه من عدم سكوت المسلمين على نقض العهد، فظفرت
بهم جنود المسلمين، وكان أول من لقي أبا سفيان العباس بن عبد المطلب،
فأخذه معه حتى وصل به إلى خيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأمنه
وسلمه للعباس. فلما أصبح أسلم وشهد شهادة الحق، فقال العباس: يا رسول الله
إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً، فقال صلى الله عليه و سلم :
من دخل دار أبى سفيان فهو آمن.
ثم أمر العباس أن يقف بأبي سفيان حيث يسير الجيش حتى ينظر إلى المسلمين،
فجعلت القبائل تمر عليه كتيبة كتيبة حتى انتهت، وانطلق أبو سفيان إلى مكة
مسرعا ونادى بأعلى صوته: يا معشر قريش، لقد جاءكم محمد بما لا قبل لكم به.

ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون، وهو جبل
بمعلاة مكة، وأمر خالد بن الوليد أن يدخل مكة بمن معه من كُدَىّ، وهو جبل
بأسفل مكة من جهة اليمن، ودخل صلى الله عليه و سلم ومن معه من كداء، وهو
جبل بأعلا مكة، ونادى مناديه: من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن، ومن دخل
المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن. واستثنى من ذلك جماعة
أهدر دماءهم لشدة ما ألحقوا بالمسلمين من الأذى، منهم عبد الله بن سعد بني
أبى سرح وعكرمة بن أبي جهل وكعب بن زهير ووحشي قاتل حمزة وهند بنت عتبة
زوج أبى سفيان وهبار بن الأسود والحارث بن هشام، وهؤلاء قد أسلموا.
وقد صادف جيش خالد بن الوليد في دخوله مقاومة من طائشي قريش فقاتلهم وقتل
منهم أربعة وعشرين، واستشهد من فرقته اثنان. وأما فرقة رسول الله صلى الله
عليه و سلم فلم تصادف مقاومة، وقد دخل صلى الله عليه و سلم راكباً راحلته،
وهو منحن على الرحل تواضعاً لله تعالى، وشكراً له عز وجل على هذه النعمة
العظمى، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشر خلت من رمضان.
نصبت له صلى الله عليه و سلم قبة في الموضع الذي أشار بأن تركز فيه
الراية، فاستراح في القبة قليلا، ثم سار وهو يقرأ سورة الفتح وبجانبه أبو
بكر، حتى دخل البيت وطاف سبعاً على راحلته، واستلم الحجر بمحجنه، وكان حول
الكعبة أصنام كثيرة؛ فكان يطعنها بعود في يده ويقول: جاء الحق وزهق
الباطل، وما يبدئ الباطل وما يعيد.
بعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه و سلم طوافه أمر بالأصنام فأزيلت من
حول الكعبة، وطهر الكعبة من هذه المعبودات الباطلة، ثم أخذ صلى الله عليه
و سلم مفتاح الكعبة من حاجبها عثمان بن طلحة الشيبي، ودخلها وكبر في
نواحيها، ثم خرج إلى مقام إبراهيم وصلى فيه، ثم جلس في المسجد والناس حوله
ينتظرون ما هو آمر به في شأن قريش، فقال صلى الله عليه و سلم : يا معشر
قريش ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال:
اذهبوا فأنتم الطلقاء. وردَّ مفتاح الكعبة لسادنها، ثم خطب في الناس خطبة
أبان فيها كثيراً من أحكام الدين، وبعد أن أتمها شرع الناس يبايعونه على
الإسلام، فأسلم كثير من قريش.
وممن أسلم في ذلك الوقت معاوية بن أبى سفيان، وأبو قحافة والد الصديق،
وأسلم بعض من أهدر رسول الله صلى الله عليه و سلم دمه في ذلك اليوم، وبايع
فقبلت بيعته، وبعد أن تمت بيعة الرجال بايعه النساء.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالاً أن يؤذن على ظهر الكعبة، وكانت هذه أول مرة ظهر فيها الإسلام على ظهر البيت.
وقد أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة بعد فتحها تسعة عشر يوماً،
أرسل في أثنائها خالد بن الوليد في ثلاثين فارساً لهدم هيكل (العُزَّى)،
وهو أكبر صنم لقريش، وأرسل عمرو بن العاص لهدم (سواع) وهو أعظم صنم لهذيل،
وبعث آخر لهدم (مناة) وهي صنم لخزاعة.



غزوه حنين




وبهذا الفتح دانت للإسلام جموع العرب، ودخلوا في دين الله أفواجاً. غير أن
قبيلتي هوازن وثقيف أخذتهم العزة والأنفة وتجمعوا لحرب المسلمين في مكة،
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج لهم في اثني عشر ألف
مقاتل (وهو أكثر جنده عليه الصلاة والسلام)، فلما وصل جيش المسلمين إلى
وادي حنين كان العدو كامناً في شعابه، فقاموا على المسلمين قومة رجل واحد
قبل أن يتمكن المسلمون من تهيئة صفوفهم، فانهزمت مقدمة جيش المسلمين، وكاد
جيش المسلمين يتفرق مع كثرة عدده، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمه
العباس أن ينادي في جيش المسلمين بالثبات، فاجتمعوا واقتتل الفريقان، ولم
تمض ساعات حتى انهزم الأعداء هزيمة شديدة.




غزوة الطائف



بعد أن كتب الله النصر للمؤمنين في غزوة حنين، توجه رسول الله صلى الله
عليه و سلم في شوال عام 8هـ قاصداً الطائف يريد فتحها، وانتدب لتلك المهمة
خالد بن الوليد رضي الله عنه؛ حيث جعله على مقدمة الجيش، وطلب منه أن يسير
أولاً لمحاصرتها. وكانت قبيلة ثقيف - وهم أهل الطائف - قد حصنت مواقعها،
وأعدت عدتها، وتهيأت للقتال، والدفاع عن أرضها.
ولما وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الطائف نزل قريباً من الحصن،
وأقام معسكره فيه، فانتهزت ثقيف الفرصة، وأخذت توجه سهامها إلى معسكر
المسلمين، فأصابت منهم اثنا عشر رجلاً، كان منهم: عبد الله بن أبى بكر رضي
الله عنه الذي استشهد على أثر رمية أصابت منه مقتلاً.
واستمر حصار رسول الله صلى الله عليه و سلم للطائف قرابة أربعين يوماً،
تخللها العديد من المناوشات بين المسلمين والمشركين، ورغبة في إضعاف
معنويات ثقيف، أخذ المسلمون في تحريق نخلهم، فناشدوا رسول الله صلى الله
عليه و سلم أن يدعها لله وللرحم، فاستجاب لهم، ثم نادى منادى رسول الله
صلى الله عليه و سلم : "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" فخرج
منهم بضعة عشر رجلاً، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ودفع كل
رجلٍ منهم إلى رجلٍ من المسلمين ليقوم بشأنه واحتياجاته.
ولما طال الحصار، وأصيب عدد من المسلمين استشار الرسول صلى الله عليه و
سلم بعض القوم، ثم قرر رفع الحصار والرحيل، فعن عبد الله بن عمرو قال:
(حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف، فلم ينل منهم شيئا،
فقال: إنا قافلون إن شاء الله، قال أصحابه: نرجع ولم نفتتحه، فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه و سلم : اغدوا على القتال، فغدوا عليه فأصابهم
جراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنا قافلون غدا، فأعجبهم
ذلك، فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ) رواه البخاري ومسلم.
وتروى كتب السير أن بعض الصحابة أتوا رسول الله وقت الحصار، وقالوا: يا
نبي الله، ادعُ الله على ثقيف، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم). ثم أذن مؤذن رسول الله بالرحيل، فرحل الجيش
وهم يقولون: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون). وهكذا عاد المسلمون من
غزوة الطائف، منتصرين وإن لم يفتحوا الحصن، منتصرين بإيمانهم، وثباتهم،
وصبرهم، إضافة لما حصل من استسلام بعض أهل الطائف وإسلامهم.
ومما يستفاد من هذه الغزوة سرعة استجابة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه
و سلم ، فبعد غزوة حنين مباشرة ساروا مع الرسول صلى الله عليه و سلم إلى
الطائف لنشر دعوتهم، ومواجهة المعارضين لها، والواقفين في سبيلها. ويستفاد
أيضاً ضرورة الأخذ بالوسائل الحربية، والاستراتيجية، والخطط النافعة، كما
فعل الرسول صلى الله عليه و سلم ؛ حيث استخدم المنجنيق، وكان أول ما رمى
به في الإسلام. ويستفاد أيضاً ضرورة التشاور وخاصة وقت المحن والشدائد،
وعدم التفرد باتخاذ القرار، فالرسول صلى الله عليه و سلم شاور في فك
الحصار، وذلك لبيان أهمية هذا المبدأ العظيم مبدأ الشورى. وقبل هذا وذاك
نستفيد من أحداث هذه الغزوة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم من
رحمة وشفقة بالآخرين، ولو لم يكونوا مسلمين، لأن مهمته تتمثل في هداية
الآخرين وليس النيل منهم والكيد بهم، وفي دعوته صلى الله عليه و سلم لثقيف
- وليس الدعاء عليهم - أبلغ دليل على ما ذكرنا. نسأل الله أن يوفقنا
للصواب في أعمالنا وأقوالنا، وأن يجعلنا دعاة حق لدينه، والله الموفق،
والحمد لله رب العالمين



غزوة مؤته



في منتصف السنة الثامنة للهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاً
مؤلفاً من ثلاثة آلاف مقاتل، للاقتصاص من عمرو بن شرحبيل أمير بصري من قبل
الروم لقتله الحارث بن عمير الذي بعثه إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
يدعوه إلى الإسلام، فلما بلغ هذا الجيش أرض مؤته قابلهم الروم والعرب
المتنصرة في مائة وخمسين ألفاً، وكان قائد المسلمين زيد بن حارثة فقُتل،
فتولى القيادة جعفر بن أبي طالب فقُتل، ثم عبد الله بن رواحة فقُتل، وكان
هذا الترتيب بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وبعد أن استشهد من
سماهم النبي صلى الله عليه و سلم اتفق الجيش على تولية خالد بن الوليد،
فجعل يخادع الأعداء حتى ألقى الله الرعب في قلوبهم وانصرفوا


غزوات عام 9 هـ



غزوه تبوك




أقام صلى الله عليه و سلم بالمدينة إلى منتصف السنة التاسعة للهجرة، ثم
بلغه أن الروم يتجهزون في تبوك لحربه بعد ما كان بينهم وبين المسلمين في
حادثة مؤته، فتجهز صلى الله عليه و سلم لغزوهم في ثلاثين ألف مقاتل، وكان
المسلمون إذ ذاك في زمن عسرة وجدب، فلم يعقهم ذلك عن التأهب لقتال
الأعداء، وتصدق أبو بكر لذلك بجميع ماله؛ وعثمان بن عفان بمال كثير، فخرج
صلى الله عليه و سلم حتى وصل تبوك فلم يجدهم بها، فأقام بضع عشرة ليلة، ثم
قفل إلى المدينة، وهذه آخر غزواته صلى الله عليه و سلم

معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم



المعجزات :هي كل أمر خارق للعاده مقرون بالتحدي وهو صلى الله عليه وسلم
أكثر الأنبياء معجزات وقد قيل أنها تبلغ الفا وقيل ثلاث آلاف .والله اعلم
.

نذكر منها :

1
- القرآن الكريم :وهو أعظم المعجزات الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فإن القرآن معجزه إلى يوم القيامه .
2-انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين كما قال تعالى :إقتربت الساعه وانشق القمر )
3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد
مغاربها ومشارقها قال تعالى :وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
5-نبع الماء من بين أصابعه .رواه البخاري )


6- تسبيح الحصى بكفه .رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
7-تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود .
8- تسليم الجحر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوه .
9-تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره أنه مسموم .رواه البخاري .
10-أن البعير شكا إليه الجهد ـ أي المشقه ـ أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود .
11-شهاد الذئب له بالنبوه .رواه الطبراني وابو نعيم .
12-انه جاء مره إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخله صغيره
وأخرى بعيده عنها .ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم
أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني .
13-أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأبها .رواه أبو داود والنسائي .
14-أن عين قتاده بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت
المردودةأحـد(أقوى) من العين الصحيحه .رواه الحاكم وغيره من عدة طرق .
15-أن عين أبي طالب ـرضي الله عنه ـ برأت من الرمد حين تفل فيها .متفق عليه .
16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبن
ابي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت .رواه البخاري .
17- ان أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول ان عندي قعودا أعلفه كل يوم
أقتلك عليه فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه
غير كثير ،فقال :قتلني محمد فقالوا :ليس بك بأس قال :انه قال كأنا أقتلك
فلو بصق علي ليقتلني فمات .
18-أنه أخبر أميه بن خلف أنه يقتله فقتل كافر ا يوم بدر .رواه البخاري .
19-أنه عد لآصحابه في بدر مصارع الكفار فقال :هذا مصرع فلان غدا ويضع يده
على الأرض ،وهذا ،وهذا ،فكان كما وعد .وما تجاوز احد منهم موضوع يده .رواه
ابو داود.
20-انه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر
كالملوك على الأسره ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر . رواه البخاري
.
21-أنه قال في الحسن بن علي ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين
فئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال .فانه لما توفى ابوه بايعه اربعون
ألفا على الموت فتنازل عن الخلافه لمعاويه حقنا لدماء المسلمين .رواه
البخاري .
22-أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ انه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال .رواه البخاري .
23 -انه أخبر بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليله التي قتل فيها
في المدينه ،فجاء الخبر بما اخبر به .ذكره ابن اسحاق وغيره .
24-انه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
25-أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد
رفعت في خمار اسود على بغله شهباء فكان كذلك .رواه أبو نعيم .
26-أنه دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الله تعالى يعز به الأسلام
أبابي جهل أبن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل من
أضحى مسلما .
27-أنه دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ،رواه البيهقي .
28-أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم .
29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك .
30-انه دعا لآنس بن مالك بكثره المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائه
سنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا ،وكان له نخل يحمل في كل سنه
حملين .
31-انه قال في رجل أدّعى (منافق)الإسلام وغزا معه وأكثر قتال الكفار مع
المسلمين أنه من أهـل النارفصدق الله تعالى مقتله ،فأنه أصابته جراحه فقتل
نفسه بيده عمداً ‍‍‍‍‍‍(وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله ) متفق عليه .
32- كان بينه وبين عتيبه بن ابي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد . رواه ابو نعيم وغيره .
33-انه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في
خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا .وما في السماء قطعة من السحاب
فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال :اللهم حوالينا ولا
علينا فاقلعت وانقطعت .متفق عليه
34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ ان يزود اربع مائه راكب اتو
إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم
جميعا وكأنه ما مسه أحد .رواه أحمد وغيره .
35-انه اطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع
وبهيمة ـوهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن
الطعام اكثر مما كان من الطام .متفق عليه .
36- انه أطعم اهل الخندق ايضا من تمر يسير اتت به إليه جاريه .رواه ابو نعيم .
37-انه أطعم جماعه من أقراص شعير قليله بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها
فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما
جاء في الصحيحين عن أنس .
38-أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـورد
مابقى فيه لصاحبه ابي هريره .ودعا له بالبركه فأكل منه في حياته إلى حين
قتل عثمان ـ رضي الله عنه .
39-أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيراً من طعام قدم إليه في قصعه
ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر .كما رواه أبو نعيم
.
40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضه من تراب وقال :شاهت الوجوه فامتلأت اعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم .رواه مسلم وغيره .
41-أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءواإلى
بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربه رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب
على رأس كل واحد منهم .
42- معجزة الأسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
بعض المعلومات المهمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم




1-نسبه الشريف :

هو رسول الله صلى الله عليه و سلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف، و ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما
السلام .

2-تاريخ و مكان ولادته : ولد عام الفيل صبيحة يوم الاثنين سنة 571 ميلادية
في مكة المكرمة و بقي فيها قرابة الثلاث وخمسين سنة ومن ثم هاجر إلى
المدينة وتوفي فيها عن ثلاث وستين سنة .

3- أسماؤه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي
الذي يمحو اللهُ به الكفر، وأنا الحاشِرُ الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا
العاقِب الذي ليس بعده نبي "، وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً متفق عليه.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمي لنا نفسه أسماء فقال :" أنا محمد،
وأنا أحمد،وأنا المقفِّي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة )، ( المقفِّي: آخر
الآنبياء)"، رواه مسلم .

قال القاضي عياض : قد حمى الله هذين الاسمين ( يعني محمد وأحمد ) أن يتسمى
بهما أحد قبل زمانه، أحمد الذي ذكر في الكتب وبشر به عيسى عليه السلام،
فمنع الله بحكمته أن يتسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله حتى لا
يدخل اللبس ولا الشك فيه على ضعيف القلب، وأما محمد فلم يتسم به أحد من
العرب ولا غيرهم إلا حين شاع قبيل مولده أن نبياً يبعث اسمه محمد، فسمى
قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل
رسالته .

ومن تكريم الله تعالى له ولاسمه الشريف أنه صرف كفار قريش عن شَتم اسمه،
فكانوا يدعونه مذمَّماَ وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام : " ألا تعجبون
كيف يصرف الله عني شتم قريش، ولعنهم ؟ يشتمون مذَمَّماً، ويلعنون
مُذَمَّماَ وأنا محمد ".

4- أمّهاته:

- آمنة بنت وهب: " أمه ولادة "، كانت خير امرأة في قريش نسباً وموضعاً من أسرة تعتبر من أشرف القبائل العربية وأشرفها سلالة .

- حليمة السعدية : " أمه رضاعة "، كانت فاضلة طيبة وحاضنة مرضعة، **بت شرف أمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم برضاعته .

- بَرَكة ثعلبة (أم أيمن) : "أمه حضانة"، كانت من موالي عبد الله بن عبد
المطلب، احتضنت النبي صلى الله عليه وسلم عندها حتى شب وقد أحسنت حضانته
وأخلصت إليه . وقد أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من
السيدة خديجة وتزوجت وولدت أيمن رضي الله عنه الذي كان له شأن كبير في
الإسلام، فقد هاجر و جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم
حنين . وأم أيمن كانت قد أعلنت إسلامها من بداية الدعوة وكانت من أوائل
النسوة اللاتي هاجرن إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعن الرسول صلى الله عليه
وسلم .

ولقد كانت خلال هجرتها إلى المدينة المنورة، صائمة مهاجرة ماشية، ولم يكن
معها شيء من الزاد أو الشراب ولما حانت ساعة الإفطار منحها الله تعالى
كرامة عظيمة إذ دُّلي عليها من السماء دلو فيه ماء، فأخذته وشربت منه حتى
رويت فما عطشت بعدها أبداً . أسلمت روحها الطاهرة في خلافة عثمان بن عفان
رضي الله عنه ودُفنت في البقيع .

فاطمة بنت أسد الهاشمية : " أمه تكريماً "، وهي زوجة عم الرسول صلى الله
عليه وسلم أبي طالب، وأم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . وطالب وعقيل
وجعفر وأم هانىء وجمانه وريطة بن أبي طالب أولاد عم الرسول عليه الصلاة
والسلام . أولت النبي صلى الله عليه وسلم رعاية خاصة وبذلت أقصى جهدها حتى
لا تجعله يشعر بالغربة أو اليتم، حتى أنها كانت تفضله في بعض الأوقات على
أبنائها وبهذا أصبحت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من أقرب المقربات للرسول
الكريم عليه الصلاة والسلام ولقد حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكثير من الأحاديث

5- نبوّته :
في الأربعين من عمره الشريف، نزل عليه أمين الوحي جبريل عليه السلام و هو
في غار حراء حيث بلّغه رسالة ربه عز و جل و كان ذلك في رمضان سنة 13 قبل
الهجرة الموافق تموز سنة 610 م .
- أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

- ست توفاهنَّ الله قبله وهنَّ:

1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: وهي أول نسائه تزوجها قبل النبوة وعمره
خمس وعشرون سنة وهي أم أولاده ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية.

لم يتزوج عليها حتى ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين وهي أول من آمن من النساء
بالله وبرسوله وراحت تدعو إلى الإسلام بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام
بالقول والعمل ضاربة أروع النماذج وأصدقها في الدعوة إلى الجهاد في سبيله،
فكانت بحق الزوجة الحكيمة التي تقدر الأمور حق قدرها وتبذل من العطاء ما
فيه إرضاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك استحقت أن يبلغها جبريل
من ربها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ( رواه
البخاري) .كانت وفاتها رضي الله عنها، قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح و
دفنها النبي صلى الله عليه وسلم بالحجون في مكة.

2- زينب بنت خزيمة الهلالية: لم تلبث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يسيراً - شهرين أو ثلاثة - حتى توفيت في حياته.

3- سبا بنت الصَّلت أو سناء بنت الصَّلت: ماتت قبل أن يدخل بها.

4- أساف أو شِراف أخت دحية الكلبي: ماتت قبل أن تصل إليه.

5- ***ة بنت الهُذيل: ماتت قبل أن يدخل بها وقد وهبت نفسها له.

6- ***ة بنت حكيم السلمية: ماتت قبل أن يدخل بها، وقد وهبت نفسها للنبي عليه الصلاة والسلام وكانت تخدمه وكانت صالحة فاضلة.

* نساؤه اللاتي مات عنهن:

1- عائشة بنت الصِدَّيق : تزوجها بعد موت خديجة بسنتين أو ثلاث بمكة وهي
بنت ست أو سبع سنين كما ورد في الصحيح. زفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ومات
عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة و كان وفاتها سنة 57 من الهجرة. ولم يتزوج
بكراً غيرها وكانت أَحَبُّ نسائه إليه. ولعائشة بنت الصدّيق الأكبر، حبيبة
حبيب رب العالمين من الفضائل مالا يخفى على أحد.

2- سودة بنت زُمعة: تزوجها بعد عائشة وهي أرملة، توفيت في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

3- حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: تزوجها بالمدينة بعد سودة
وكانت من المهاجرات ولدت قبل البعثة بخمسة سنين وماتت يوم بايع الحسن
معاوية وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد طلقها فقال له جبريل عليه
السلام: "راجع حفصة فإنها صوَّامة قوَّامة وإنها زوجتك في الجنة "،
فراجعها.

4- أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة: هاجرت مع زوجها الأول إلى أرض
الحبشة ولكن زوجها افتتن وتنصَّر ومات نصرانياً ولكن الله ثبَّتها على
الإسلام. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة، ويذكر أن
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بحضانة ابنه إبراهيم لها . توفيت سنة أربعة
وأربعين في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان.

5- أم سَلَمَة: هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزوميَّة: تزوجها النبي
صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة بعد موقعة بدر. كانت رشيدة
الرَّأي فهي التي أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أن
يخرج إلى هَديِهِ لينحره ثم يدعو الحلاّق ليحلُق رأسه فما كان من المسلمين
لمَّا رأوه إلاّ أن فعلوا مثلما فعل، بعد أن كان أمَرهم بحلق رؤوسهم ونحر
هديِهِم والتَّحلُّلِ من إحرامهم، غير أنهم لم يمتثلوا لأمره في بادىء
الأمر لأنهم شعروا بضيق شديد من المعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه
وسلم مع كفار قريش والتي عُرفت (بصلح الحُدَيبية) فهم كانوا يُمَنّون
أنفسهم بد*** مكة للعمرة بينما نصَّت المعاهدة فيما نصّت ألا يعتمروا في
ذاك العام وأن يرجعوا في العام المقبل ليدخلوا مكة بعد أن تخرج قريش منها
ويمكثوا فيها ثلاثة أيام فقط ليس معهم من السلاح إلا السيوف في قرابتها.

توفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية.

6- ميمونة بنت الحارث: بدأ به صلى الله عليه وسلم المرض في بيتها، وقد قيل
إنها من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم و كانت آخر نسائه
موتاً.

7- صفية بنت حُيَيّ بن أخطب: من سبي بني النَّضير، اصطفاها عليه الصلاة
والسلام وأعتقها ثم تزوجها وكانت عاقلة حليمة فاضلة توفيت في رمضان سنة
خمسين هجرية في زمن معاوية رضي الله عنه.

8- جويرية بنت الحارث من بني المصطلق: كان اسمها برَّة فسمّاها النبي صلى
الله عليه وسلم جويرية، كانت أبرك امرأة على قومها لأنها عندما تزوجت
النبي صلى الله عليه وسلم تسامع الناس بذلك فأطلق المسلمون ما في أيديهم
من السَّبي وأعتقوهم قائلين : هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعتق بسببها مائة من بني المصطلق مما دفع العديد منهم للد*** في الإسلام .


9- زينب بنت جحش : كانت ممن أسلم قديماً وهاجرت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى المدينة، خطبها النبي لزيد بن حارثة فلم ترض به فنزلت الآية
من سورة الأحزاب :{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]، فرضيت عندها وتزوجت منه. ولكن زيد طلقها ثم
تزوجها النبي وكان ذلك لحكمة وهي إزالة آثار التبني، توفيت سنة عشرين في
خلافة عمر بن الخطاب .

أولاده الكرام :


وكلهم من خديجة رضي الله تعالى عنها إلا إبراهيم من مارية القبطية .

أما بناته عليه الصلاة والسلام فأربع :

زينب ورُقِيَّة وأم كلثوم وفاطمة رضي الله تعالى عنهن .

وأما أبناؤه عليه الصلاة والسلام فثلاثة : القاسم وعبد الله وإبراهيم، رضي الله تعالى عنهم

1- القاسم: هو أول ولد له عليه الصلاة والسلام قبل النبوة في مكة المكرمة وبه يُكَنَّى وعاش حتى مشى.

2- زينب: هي أكبر بناته وُلِدت سنة ثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام وأدركت الإسلام .

3- رقـيـة: ولدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام وتزوجها
عثمان بن عفان رضي الله عنه وتوفيت والنبي صلى الله عليه وسلم ببدر فزوجه
أم كلثوم وسمي بذي النورين.

4- فاطمة الزهراء: وُلِدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه
وسلم وسُمِّيت فاطمة لأن الله تعالى قد فطمها وذريتها عن النار. وتزوجت
بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في السنة الثانية للهجرة ولها من العمر
خمس عشرة سنة وخمسة أشهر. وهي أفضل بناته وأحبهنَّ إليه وكان يقول كما في
صحيح البخاري: " فاطمة بِضعة مني فمن أغضبها أغضبني"، وقال لها كما في
صحيح مسلم: "أو ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين". توفيت بعده عليه
الصلاة والسلام بستة أشهر أي وهي في الثالثة والعشرين من عمرها ولم يكن
لرسول الله صلى الله عليه وسلم عَقِبٌ (أي أحفاد) إلا من ابنته فاطمة.

5- عبد الله: قيل إنه مات صغيراً بمكة واختُلِفَ هل مات قبل النبوة أو بعدها.

6- إبراهيم: من ماريا القبطية، وُلِدَ في ذي الحِجة سنة ثمانٍ من الهجرة وتُوُفيَ صغيراً.

7- أم كلثوم: هي أصغر من فاطمة وليس لها اسم غير هذه الكنية، فاسمها
كُنيَتُها. وُلِدَت بعد البعثة وتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة
ثلاث من الهجرة بعد موت أختها رُقِية و لِذا لُقبَ بذي النورَين،
وتُوفِيَت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة و السلام
لعثمان: "لو كان عندنا ثالثة لَزَوجناكها"

* بعثته وهجرته:

بعث إليه في الأربعين من عمره في مكة وبقي فيها ثلاث عشرة سنة بعد البعثة
ثم هاجر إلى المدينة المنورة فمكث فيها عشر سنوات تقريباً .

5- وفاته: في الثالث والستين من عمره توفاه الله تعالى وانتقل إلى الرفيق
الأعلى بعد أن أدّى الأمانة وبلَّغ الرسالة ونصح الأمة وكان ذلك يوم
الاثنين سنة 11 هجرية وكان وفاته وقبره الشريف في المدينة المنورة

عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
وهو صحيح: إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُخيَّر بين الدنيا
والآخرة، قالت عائشة: فلما نُزِل به ورأسه على فخذي، غشي عليه، ثم أفاق
فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: "اللهم الرفيق الأعلى. قلتُ إذاً لا
يختارنا.

قالت: عرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح.



والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد

وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 17 فبراير 2011, 4:03 pm

صفة عمامته:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء، والقلنسوة هي غشاء
مبطَّن يستر الرأس، وكان صلى الله عليه و سلم يلبس القلانس (جمع قلنسوة)
أحياناً تحت العمائم وبغير العمائم، ويلبس العمائم بغير القلانس أحياناً.
كان صلى الله عليه وسلم إذا اعتَمَّ ( أي لبس العمامة )، سدل عمامته بين
كتفيه، وكان عليه الصلاة والسلام لا يُوَلّي والياً حتى يُعَمِّمه و يرخي
له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن. ولم يكن صلى الله عليه وسلم يُطَوِّل
العمامة أو يُوَسِّعها. قال ابن القيم: لم تكن عمامته صلى الله عليه وسلم
كبيرة يؤذي الرأس حملها و لا صغيرة تقصر عن وقاية الرأس بل كانت وسطاً بين
ذلك وخير الأمور الوسط. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتم بعمامة بيضاء
وأحياناً خضراء أو غير ذلك. وعن جابر رضي الله عنه قال: " دخل النبي صلى
الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ". ولقد اعتم صلى الله
عليه وسلم بعد بدر حيث رأى الملائكة تلبسها. وصحة لبس المصطفى للسواد
ونزول الملائكة يوم بدر بعمائم صُفر لا يعارض عموم الخبر الصحيح الآمر
بالبياض لأنه لمقاصد اقتضاها خصوص المقام كما بيّنه بعض الأعلام.

صفة نعله و خُفِّه:
كان لنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ
منهما قِبالان ، والقِبال هو زِمام يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها
ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أحد القِبالين بين
الإبهام و التي تليها والآخر بين الوسطى و التي تليها و الشِّراك للسير
(أي النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَ بنعلين مخصوفتين أي
مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شِبر وإصبعان و
عرضها مِمَّا يلي الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها
مُحَدَّد. وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس: " إذا انتعل أحدكم
فليبدأ باليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال ".

صفة خاتمه:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكتب إلى العجم ، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتاباً عليه ختمٍ،
فاصطنع خاتماً، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي في الشمائل
والبخاري ومسلم. ولهذا الحديث فائدة أنه يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك
ما يكرهون و استئلاف العدو بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعاً والله أعلم.

ولقد كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره)
كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش
عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))، و ذلك لكي لا تكون كلمة
"محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى. و عن ابن عمر
رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي
من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان،
حتى وقع في بئر أريس نَقشُهُ ((محمد رسول الله )) "، رواه الترمذي في
الشمائل ومسلم وأبو داود، وأريس بفتح الهمزة و**ر الراء ، هي بئر بحديقة
من مسجد قباء.

و لقد ورد في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلبس الخاتم
في يمينه و في روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره و يُجمع بين روايات
اليمين و روايات اليسار بأن كُلاّ منهما وقع في بعض الأحوال أو أنه صلى
الله عليه و سلم كان له خاتمان كل واحد في يد و قد أحسن الحافظ العراقي
حيث نظم ذلك فقال:

يلبسه كما روى البخاري في خنصر يمين أو يسار

كلاهما في مسلم و يجمع بأن ذا في حالتين يقع

أو خاتمين كل واحد بيد كما بفص حبشي قد ورد.

ولكن الذي ورد في الصحيحين هو تعيين الخنصر ، فالسُنَّة جعل الخاتم في
الخنصر فقط، والخنصر هو أصغر أصابع اليد و حكمته أنه أبعد عن الامتهان
فيما يتعاطاه الإنسان باليد و أنه لا يشغل اليد عمّا تزاوله من الأعمال
بخلاف ما لو كان في غير الخنصر.

صفة سيفه:
عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: " كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ".

والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم
الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا
يزلق. وفي رواية ابن سعد عن عامر قال: " أخرج إلينا علي بن الحسين سيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وحلقته من فضة ". وعن
جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
أسفله وحلقته وقبيعته من فضة.

صفة درعه:
عن ال**ير بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد
درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ( أي فأسرع إلى الصخرة ليراه المسلمون
فيعلمون أنه عليه الصلاة و السلام حيّ فيجتمعون عليه، فلم يقدر على
الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج رأسه و جبينه الشريفين واستفراغ
الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أي أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعد
النبي صلى الله عليه وسلم (أي وضع رجله فوقه و ارتفع) حتى استوى على
الصخرة (أي حتى استقر عليها)، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول:
" أوجبَ طلحة ( أي فعل فعلاً أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صلى
الله عليه وسلم على الارتفاع على الصخرة الذي ترتب عليه جمع شمل المسلمين
وإدخال السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلك الفعل هو جعله نفسه فداء له صلى
الله عليه وسلم ذلك اليوم حتى أصيب ببضعٍ وثمانين طعنة و شلَّت يده في دفع
الأعداء عنه ) ". و قوله (كان عليه يوم أُحُد درعان) دليل على اهتمامه
عليه الصلاة و السلام بأمر الحرب وإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون التوكل
مقروناً بالتحصن لا مجرداً عنه. و لقد ورد في روايات أخرى أنه كان للنبي
عليه الصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.
صفة طيبه (أي عطره):



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و
كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي
لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما
جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال
والنساء، وهو حديث صحيح.

صفة كُحله:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: "
اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي صلى
الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في
هذه. قوله (اكتحلوا بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة
فقد يضُرَّها الإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه
بالمشرق وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و
يدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل
من المسك. وأمّا قوله (يُنبت الشعر) أي يقوّي طبقات شعر العينين التي هي
الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.


صفة عيشه:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم
منذ قَدِموا المدينة ثلاثة أيام تِباعاً من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله أي
مات صلى الله عليه وسلم".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " (أي ما يسدُّ الجوع) متفق عليه.

صفة شرابه:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " دَخَلتُ مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن شماله فقال لي: الشَّربة لك
فإن شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً فليقُل:
"اللهم بارِك لنا فيه وأطعِمنا خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً
فليقُل: اللهم بارك لنا فيه وزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن ".

صفة شُربه:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم.

و عن أنَس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و آله سلم كان
يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان
يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس في الشراب ثلاثاً )
المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم
يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه
الصلاة والسلام غالباً ما يشرب وهو قاعد.

صفة تكأته:

عن جابر بن سَمُرَة قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مُتَّكئاً على وسادة على يساره ".

وعن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا ر سول الله ، قال: الإشراك
بالله و عقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
مُتَّكِئاً، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا لَيته سكت ".

صفة فراشه:

ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا
عبد الله؟ قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-**رى وقيصر قد يطؤون على
الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد اثَّر في جنبك!.

فقال: لا تبكِ يا عبد الله فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة ".

صفة نومه:

كان عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى إلى فِراشه قال:

(باسمك اللهم أموت و أحيا) ، و إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).

عن البراء بن عا** رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ
مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث
عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان
وصححه الحافظ في الفتح.

وعن عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى
فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما : قل هو الله أحد، وقل
أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ
بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات "، رواه البخاري في
الطب والترمذي والظاهر أنه كان يصنع ذلك في الصحة والمرض وقال النووي في
الأذكار: " النفث نفخ لطيف بلا ريق ". ويستفاد من الحديث أهمية التعوذ
والقراءة عند النوم لأن الإنسان يكون عرضة لتسلط الشياطين.

وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل ، اضطجع
على شقه الأيمن، وإذا عرَّس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه،
رواه أحمد في المسند ومسلم في الصحيح ،كتاب المساجد باب قضاء الصلاة،
والتعريس هو نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة قاله في النهاية لعل
ذلك تعليماً للأمة لئلا يثقل بهم النوم فتفوتهم الصبح في أول وقتها.
ويستفاد من الحديث أن من قارب وقت الصبح ينبغي أن يتجنب الاستغراق في
النوم وأن يستلقي على هيئة تقتضي سرعة انتباهه إقتداءً بالمصطفى صلى الله
عليه وسلم.

صفة عطاسه:

عن أبي هريرة رضي عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يده
أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم
وأقره الذهبي.

صفة مشيته:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما رأيتُ شيئاً أحسن من رسول الله صلى
الله عليه و سلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع من رسول
الله صلى الله عليه و سلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا
وإنَّه غير مكترث ".

و عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى
تَكَفَّأ ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية ) ويمشي
الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا ).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى ، مشى
مجتمعاً ليس فيه **ل "، (أي شديد الحركة ، قوي الأعضاء غير مسترخ في
المشي) رواه أحمد.

كان صلى الله عليه و سلم إذا التفت التفت معاً أي بجميع أجزائه فلا يلوي
عنقه يمنة أو يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة و عدم الصيانة
وإنّما كان يقبل جميعاً و يُدبِر جميعاً لأن ذلك أليَق بجلالته ومهابته
هذا بالنسبة للاتفاته وراءه، أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فالظاهر أنه كان
يلتفت بعنقه الشريف.
صفة دُعائه:



" كان النبي صلى الله عليه و سلم يُحب الجوامع من الدعاء و يدع ما بين ذلك " ، حديث صحيح رواه أحمد.

و من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق: (اللهم اهدني لأحسن
الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، و قني سيء الأعمال و سييء
الأخلاق، لا يقي سَيِّئها إلا أنت)، أخرجه النسائي.

صفة تسبيحه:

" كان يعقد التسبيح بيمينه"، حديث صحيح رواه البخاري و الترمذي و أبو داود ( أي يسبِّح على عقد أصابع يده اليمنى ).

من أخلاقه صلى الله عليه و سلم :

عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد
ما يكون عنه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا
أن تُنهَكَ حُرمة الله، فينتقم للّه بها ".

وعن عائشة أيضاً قالت: " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئاً بيده
قط، و لا امرأة، و لا خدماً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله، و ما نيلَ من شيء
قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئاً من محارِم الله ، فينتقم لله ".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال: "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلني يومأً
لِحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبي الله
صلى الله عليه وسلم. فخرجتُ حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق،
فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاي (من ورائي)، فنظرتُ إليه وهو
يضحك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أُنَيس ذهبتَ حيث أمرتُك، فقلت: أنا أذهب يا رسول الله!.

قال أنس رضي الله عنه: والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيء
صنعتُه، لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عاب علَيّ شيئاً قط، والله ما قال لي أُف
قط"، رواه مسلم.

قلت فكم من مرة قلنا لوالدينا أفٍّ أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لخادمه أفٍّ قط!!.

وعن أبي هالة عن الحسن بن علي قال أن النبي عليه الصلاة والسلام كان خافض
الطرف (من الخفض ضد الرفع فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصره لأن هذا
من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)، نظره إلى الأرض أطول من
نظره إلى السماء، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى
الأشياء كنظر أهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة)، يسوق أصحابه أمامه (أي
يقدمهم أمامه، ويمشي خلفهم تواضعاً، أو إشارة إلى أنه كالمربي، فينظر في
أحوالهم وهيئتهم، أو رعاية للضعفاء وإغاثة للفقراء، أو تشريعاً، وتعليماً،
وفي ذلك رد على أرباب الجاه وأصحاب التكبر والخيلاء )، وكان صلى الله عليه
وسلم يبدر من لقي بالسلام.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً
وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلة وأنداهم يداً لأنه مستغن عن الفانيات
بالباقيات الصالحات.



* وقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم على التواضع في جملة في الأحاديث منها:

- قوله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، و خِياركم خِياركم لِنسائه خُلُقا ".

- وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن لَيُدرك بِحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم "، صحيح رواه أبو داود.

* العفو عند الخصام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه
و سلم جالس يتعجب و يبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى
الله عليه وسلم، فلحقه أبو بكر قائلاً له: يا رسول الله كان يشتمني وأنت
جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبتَ وقُمتَ !!.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان معك مَلَك يرد عليه ، فلما
رددتَ عليه وقع ال***** (أي حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من
عبدظُلِمَ بمظلمة فيُغضي (أي يعفو) عنها لله عز و جل إلا أعزَّ الله بها
نصره و ما فتح رجل باب عطِيَّة ( أي باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة
إلا زاده الله بها كثرة، و ما فتح رجل باب مسألة (أي يسأل الناس المال )
يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قِلَّة ".

* من تواضع الرسول صلى الله عليه و سلم:

عن أنس رضي الله عنه قال: " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لِما يعلمون من كراهيته لذلك "،
رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.

"كان يزور الأنصار، ويُسَلِّم على صبيانهم ، و يمسح رؤوسهم "، حديث صحيح رواه النسائي.

وكان عليه الصلاة والسلام يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد
جنائزهم. وكان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض ويجيب دعوة العبد، كما كان
يدعى إلى خبز الشعير فيجيب.



عن أنس رضي الله عنه قال: " كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
تُسبَق أو لا تكاد تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له (أي جمل) فسبقها، فشق
ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: "حق على
الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه "، رواه البخاري.

* من رِفق الرسول صلى الله عليه و سلم :

قال الله تعالى:{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

عن أنس رضي الله عنه قال: " بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله
صلى الله عليه و سلم: مَه مَه ( أي اترك ) !!.

قال النبي عليه الصلاة و السلام: لا تُزرموه، (لا تقطعوا بوله).

فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال له:

" إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله
والصلاة و قراءة القرآن"، ثم قال لأصحابه صلى الله عليه و سلم: " إنَّما
بُعِثتم مُبَشِرين، ولم تُبعَثوا معسرين، صُبّوا عليه دلواً من الماء ".

عندها قال الأعرابي: "اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً ".

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد تحجَّرتَ واسعاً"، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها رَوَت أنَّ اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فدار بينهم الحوار الآتي:

- اليهود: السَّام عليك، (أي الموت عليك).

- الرسول صلى الله عليه و سلم : وعليكم.

- عائشة: السَّام عليكم، ولعنكم الله وغَضِبَ عليكم !.

- الرسول صلى الله عليه وسلم: مهلاً يا عائشة! عليكِ بالرِّفق، و إيَّاكِ و العنف و الفُحش .

- عائشة: أوَلم تسمع ما قالوا ؟!!.

- الرسول صلى الله عليه و سلم: أوَلم تسمعي ما قُلت، رددتُ عليهم، فيُستَجاب لي ولا يُستَجاب لهم فيَّ.

وفي رواية لمسلم: (لا تكوني فاحشة، فإنَّ الله لا يحب الفُحش والتَّفَحُّش).

* الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قَبَّل رسول الله صلى الله عليه و سلم
الحَسَن بن عليّ، وعنده الأقرع بن حابس التيمي، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة
من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم "، متفق عليه.

* سِعة قلبه منذ طفولته إلى لحظة وفاته:

روى ابن اسحق و ابن هشام أنَّ حليمة لمَّا جاءت كان على صدرها ولد لا يشبع
من ثديها و لا من ناقتها، فناقتها عجفاء وثديها جاف. وراحت تبحث عن طفل
تُرضِعه وتأخذ من المال من أهله ما تأكل به طعاماً فيفيض حليباً. بحثت في
الأطفال فلم تَرَ إلا اليتيم (محمد صلى الله عليه وسلم)، فأعرضت عنه و
سألت عن غيره فما جاءها غيره، فعادت إليه، أخذته ومشت. تقول حليمة فيما
رواه ابن اسحق: فلمَّا وضعته على ثديي ما أقبل عليه، وقد شعرتُ أن ثديي قد
امتلأ بالحليب، أعطيه الثدي لا يقبله، انتبهت إلى أن أخاه يبكي من الجوع
فوضعته فأخذت أخاه فأرضعته، فشرب، فشبع، ثم حملتُ ابني محمداً فوضعته على
ثديي فأخذه ".

ما أخذ ثديها وله أخ جائع و هو طفل صغير. إن الله تعالى جعله محبوباً من
اللحظة الأولى، فما كان يقبل أن يأكل حتى يأكل أخاه، وما كان يقبل أن يأكل
حتى يفيض الطعام.

وما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من إناء وانتهى الطعام الذي فيه أبداً.

قال عنه عمه أبو طالب:كان إذا جاء الأولاد للطعام ، امتنع حتى يأكل
الأولاد جميعاً، و لا يقترب حتى يأكلوا لأنه لا يريد أن يُقَلِّل على أحد
غذاءه، فهو يصبر ليشبع الآخرون، فما كان يوماً يُجاذِب الدنيا أحداً، فهو
يعلم أن الحب ينبع من إعراضك عن الدنيا، فإذا أحببتَ الدنيا أعرض الناس
عنك وإذا أحببتَ الله أقبَلَ الناس إليك.

من منَّا إذا دخلَت عليه ابنته يقوم لها؟ كان إذا دخلت فاطمة قام لها
وقال: "مرحباً بمن أشبهَت خُلُقي وخلقي". و تعالوا نرى كيف عبَّر عليه
الصلاة والسلام عن حبه للزهراء ، هل كان ذلك بمال أو بأثاث؟ أبداً و لكن
بقربان إلى الله تعالى ، فكانت كلما جاء جبريل عليه السلام بكنز فيه قربة
من الله، يقول صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمة، جاءني جبريل بكنز من تحت
العرش، تعالي أعطيكِ إيَّاه، فأنت أحبُّ الناس إلَيّ يا فاطمة. ولمَّا
شَكَت له يوماً من أعمال المنزل وطلبت منه خادمة، قال لها عليه الصلاة
والسلام: ألا أعطيكِ ما هو خير من ذلك؟ قالت: نعم فقال لها: تقولي بعد كل
فريضة، سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين و الله أكبر
ثلاث و ثلاثين وتمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ". فهذا خير لها من الخادمة في
الدنيا والآخرة، فهو يُعينها في دنياها وينفعها في آخرتها، وقد قبلت فاطمة
ما أعطاها والدها وهي مسرورة فرِحَة ...



* حبه لأمَّته صلى الله عليه وسلم:

بعد أن عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم و كَرَّمه ربه، سأله رب العزة
:"يا محمد، أبَقِيَ لكَ شيء؟ قال : نعم ربي. فقال سبحانه وتعالى: سَل
تُعط. فقال: أمَّتي ، أمَّتي ". لم يقل أبنائي، لم يقل أصحابي، لم يقل
أهلي، قال أمَّتي.

و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] ، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: "
اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار ".

لقد أرسل لنا عليه الصلاة والسلام نحن الذين نعيش في هذا الزمن ولكل الذين
عاشوا بعده: " بلِّغوا السلام عني من آمن بي إلى يوم القيامة ". سَلَّمَ
علينا قبل أن نكون شيئاً مذكوراً، و عرفنا قبل أن نعرفه ، فكيف لا نكافىء
هذا الحب بحب؟‍‍‍‍‍!!!.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد خلقك ورضاء نفسك و
زنة عرشك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرنا الغافلون.



* من كرم النبي صلى الله عليه و سلم:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنماً بين جبلين، فأتى قومه فقال:

" أي قوم، أسلِموا، فإنَّ محمداً يُعطي عطاء ما يخاف الفاقة، فإنه كان
الرجل لَيجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا، فما يُمسي حتى يكون دينه
أحَبُّ إليه و أعَزُّ عليه من الدنيا و ما فيها ".

ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس صدراَ، أي أن جوده كان عن طيب قلب وانشراح صدر لا عن تكلف وتصنع .

وورد في رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان أوسع الناس صدراَ وهو
كناية عن عدم الملل من الناس على اختلاف طباعهم وتباين أمزجتهم.

جامع صفاته صلى الله عليه وسلم:

عن إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...." أجود
الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة ، من رآه
بديهةً هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعِته لم أر قبله ولا بعده
مثله صلى الله عليه وسلم "، أخرجه الترمذي وابن سعد والبغوي في شرح السنة
والبيهقي في شعب الأيمان.

و ما ألطف قول ابن الوردي رحمه الله تعالى:

يا ألطف مرسل كريم ما ألطـف هذه الشمائل

عراقة أصله:

هو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق، فلِنَسَبِهِ من الشرف أعلى ذروة،
وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين
يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته. وصدق الله تبارك
وتعالى إذ يقول :{فَإنَّهُمْ لاَ يُكَذَّبُونكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِنَ
بآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ}.

ويؤيد ذلك ما جاء على لسان أبي جهل عدو الله وعدو رسوله إذ قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -:

" قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم وتصدق الحديث ولا نكذبك ولكنّ نكذب الذي
جئت به " أخرجه الحاكم في مستدركه هذا صحيح على شرط الشيخين. فأنزل الله
-عز وجل-: {قَد نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ
فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذَّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِنَ بآيَاتِ الله
يَجحَدُونَ}، [الأنعام: 33].

ولهذا ورد أنهم عرضوا عليه الجاه والسيادة والملك وجمع الأموال والمغريات
الأخرى مقابل ترك هذه الدعوة أو جزءاً منها كحل وسط ولكنهم لم ينجحوا فيها
لأنّ موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان ثابتاً.

وعرض هذه الأمور عليه يدل على سمو مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم - من
جهة النسب عند قومه قريش الذين كانوا يأنفون أن يخضعوا للوضيع مهما كان
الأمر وخاصة إذا جاء بأمر يخالف عاداتهم وتقاليدهم مثل ما جاء به رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- من الدين الحنيف والدعوة إلى التوحيد ونبذ
الشرك والأوثان وما كان سائداً في مجتمع مكة من عادات وتقاليد جاهلية.

عادة الصحابة في تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتوقيره وإجلاله:

عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً
طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو
سئلتُ أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن املأ عيني منه ".

وروى الترمذي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرجعلى أصحابه
من المهاجرين والأنصار وهم جلوس فيهم أبو بكر وعمر، فلا يرفع أحدُ منهم
إليه بصره إلا أبو بكر وعمرُ، فإنهما كانا ينظران إليه، وينظر إليهما،
ويبتسمان إليه ، ويبتسمُ لهما.

ولما أذنت قريش لعثمان في الطواف بالبيت حين وجهه النبي صلى الله عليه
وسلم إليهم في القضية أبى وقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى
الله عليه و سلم.

وروى أسامة بن شريك قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير ".

وفي رواية أخرى: " إذا تكلم أطرق جلساؤه وكأنما على رؤوسهم الطير".

وقال عروة بن مسعود حين وَجَّهَتْهُ قريش عام القضية إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى، وأنه لا يتوضأ إلا
ابتدروا وضوئه، وكادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقاً ولا يتنخم نخامة إلا
تلقوها بأكفهم، فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ، ولا تسقط منه شعرة إلا
ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده،
وما يُحِدَّونَ إليه النظر تعظيماً له، فلما رجع إلى قريش قال:

" يا معشر قريش ، إني جئتُ **رى في ملكه ، وقيصر في ملكه ، والنجاشي في
ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، وقد رأيت
قوماً لا يسلمونه أبداً ".

غض الصوت وقت مخاطبته صلى الله عليه وسلم:

من المعلوم أنَ الرسول صلى الله عليه وسلم هو المصدر الوحيد الذي يتلقى
عنه المسلمون تعاليم الله سبحانه وتعالى سواء كان قرآنا أو سنة أو حديثاً
قدسياً، لذلك يجب عليهم أن يتأدبوا معه صلى الله عليه وسلم أثناء كلامه
معهم أو كلامهم معه، وذلك بخفض الصوت وترك الجهر العالي كما يكون بين
الإنسان وصديقه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ ءامنوا لاَ
تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولاَ تَجْهَرُوا لَهُ
بالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "هذا أدب ثان أدّب الله تعالى به
المؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق
صوته".

والأدب هنا يحصل بمجانبة أمرين أثنين:

أولاهما: رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم أخذا من النهي الوارد في قوله:

{لاَ تَرْفَعُوا أّصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتَ النَّبيِّ ..}.

ثانيهما: الجهر بالقول له صلى الله عليه وسلم كالجهر بعضكم بعضاً أخذا من
النهي الوارد في قوله تعالى: {.... ولاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ .....}.

وقد فرق المفسرون بين النهيين الواردين في الآية حيث قالوا: إن الأول
يتعلق برفع الصوت فوق صوته - صلى الله عليه وسلم - أثناء كلامه معهم، وأما
الثاني فيتعلق بالجهر له صلى الله عليه وسلم وقت صمته.

ومنهم من يقول: إن النهي الأول يتعلق وقت خطابه معهم أو خاطبهم معه أو
صمته، وأنّ الثاني يتعلق بندائه صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد أو
بكنيته ، مثل يا محمد أو يا أبا القاسم.

وقد أجمل النيسابوري رحمه الله تعالى في ما ورد في التفريق بين هذين النهيين قائلاً:
" والجمهور على أن بين النهيين فرقاً ثم اختلفوا فقيل:

الأول: فيما إذا نطق ونطقتم أو أنصت ونطقوا في أثناء كلامه فنهوا أن يكون جهرهم باهر الجهر.

والثاني: فيما إذا سكت ونطقوا ونهوا عن جهر مقيد بما اعتادوه بما بينهم
وهو الخالي عن مراعاة أبهة النبوة. وقيل: النهي الأول أعم مما إذا نطق
ونطقوا أو أنصت ونطقوا والمراد بالنهي الثاني أن لا ينادى وقت الخطاب
باسمه أو كنيته كنداء بعضكم لبعض فلا يقال : يا أحمد يا محمد يا أبا
القاسم، ولكن يا نبي الله يا رسول الله.

والأدب الثاني هو أدبهم مع نبيهم في الحديث والخطاب وتوقيرهم له في قلوبهم
توقيراً ينع** على نبراتهم وأصواتهم، ويميز شخص رسول الله صلى الله عليه
وسلم بينهم، ويمييز مجلسه فيهم، والله يدعوهم إلى ذلك النداء الحبيب
ويحذرهم من مخالفة ذلك التحذير الرهيب.

والتحذير الرهيب هو إحباط العمل الصالح بدون شعور صاحبه أخذاً من قوله تعالى:

{.. أّنْ تَحْبَطَ أَعْمِالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}.

وأحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ما ذكره ابن المنير- رحمه الله حيث يقول:

" والقاعدة المختارة أنّ إيذاءه - عليه الصلاة والسلام -يبلغ مبلغ الكفر
المحبط للعمل باتفاق، فورد النهي عما هو مظنّة لأذى النبي- صلى الله عليه
وسلم - سواء وجد هذا المعنى أو لا، حمايةً للذريعة وحسماً للمادة.

وهذا على غرار قوله تعالى في قضية الإفك:{... وَتَحْسَبُونَهُ هَيَّناً وَهوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ}.

وقوله صلى الله عليه وسلم" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي
لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا
يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم"، صحيح البخاري.

وقد التزم الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الأدب مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في عهده كما ورد في الآثار: منها قول أبي بكر رضي الله عنه
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا
أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل "، أورده الحاكم في مستدركه
وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

هكذا ارتعشت قلوبهم وارتجفت تحت وقع ذلك النداء الحبيب، وذلك التحذير
الرهيب، وهكذا تأدبوا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية أن تحبط
أعمالهم وهم لا يشعرون وتداركوا أمرهم ولكنّ هذا المنزلق الخافي عليهم كان
أخوف عليهم فخافوه واتقوه:

{إنَّ الذينَ يَغُضُّونَ أَصوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ
الَّذِيْنَ امتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُمْ للِتَّقْوَى لَهُم مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3].

هكذا كان الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم وأمَا بعد مماته فكذلك يجب
على المسلم أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لا يرفع صوته
عند سماع أحاديثه صلى الله عليه وسلم لأن حرمته ميتاً كحرمته حياً سواءً
بسواء وأن أحاديثه تقوم مقامه.

يقول ابن العربي رحمه الله تعالى:

" حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً وكلامه المأثور بعد
موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه ، فإذا قُرِيء كلامه وجب على كل
حاضر ألا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند
تلفظه به، وقد نبّه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة
بقوله تعالى:

بعده
على مرور الأزمنة بقوله تعالى:

{وإذا قُرِىءَ القُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وأَنصِتُوا ...} [الأعراف: 204].

وكلام النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وله الحرمة مثلما القرآن إلا
معاني مستثناة بيانها في كتب الفقه، والله أعلم. ويُراعى هذا الأدب - وهو
عدم رفع الصوت - أيضا في مسجده صلى الله عليه وسلم، لما أخرجه البخاري
بسنده عن السائب بن يزيد قال: " كنتُ قائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرت
فإذا هو عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتِني بهذين فجئته بهما، قال: من
أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف قال: لو كنتما من أهل البلد
لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، صحيح
البخاري.

كما أن هذا الأدب المستفاد من الآية يكون مع العلماء لأنهم ورثة الأنبياء
وكذلك مع الأبوين وغيرهما لمن له فضل على الإنسان المسلم ، فلا شك أنّ
هؤلاء الأشخاص يأخذون هذا الحكم وينبغي التأدب معهم وتوقيرهم بالشكل
اللائق بهم مع مراعاة الفرق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنَ
مقامه أرفع من هؤلاء جميعاً وهو صلى الله عليه وسلم المعنيُّ بالآية أصلاً
وهؤلاء تبعاً وليس الفرع كالأصل وإن اشتركا في أمور، والله تعالى يقول:
{النَّبيُّ أَوْلَى بالمُؤْمِنِيْنَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ...} [الأحزاب: 6]
بل ينبغي أن يحترم العبد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سيده.

وفي مجال التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم جاء التنبيه في القرآن
الكريم على ضرورة عدم مناداته بطريقة جافة ومزعجة بل لا بد من مراعاة
مقامه وقدره وبالأخص عندما يكون في بيته مع نسائه وأولاده.

يقول تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهم لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ
إِلَيْهمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 4] .


عن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "
يا محمد أخرج إلينا، فلم يجبه ، فقال: يا محمد إن حمدي زين وانّ ذمي شين"،
فقال الله تعالى: {إنَّ الَّذِيْنَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُراتِ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.

وقد تضمنت الآية أمرين :

أولهما: عدم إزعاج الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت خلوته في بيته مع نسائه بالنداء غير اللائق به.

وثانيهما: الإرشاد إلى ما ينبغي أن يفعل في هذه الحالة وهو الانتظار إلى أن يحين وقت خروجه.

و في ذلك قال الله عز وجل: {وّلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ
إِلَيهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ} أي: لكان في ذلك الخير والمصلحة في
الدنيا والآخرة.

وهذا لا يعني أنه لا يجوز مناداته صلى الله عليه وسلم بتاتاً ، وإنما
المحظور مناداته في وقت خلوته مع نسائه في بيته كما في هذه الحالة، وكذلك
مناداته بصوت مرتفع خالٍ من الاحترام والتقدير بل ينبغي أن ينادى بصوت
منخفض وبصيغة معينة تتناسب مع قدره وعظمته ووقاره مثل: يا رسول الله، يا
نبي الله ، لا مجرد اسمه مثل: يا محمد، ويا أحمد، ويا أبا القاسم . كما
ينادي الناس بعضهم بعضاً.

وهذا ما أشار إليه قوله تعالى:

{ لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ...} [النور: 63].

ومما تدل عليه هذه الآية أنه نهي لهم عن الإبطاء إذا أمرهم والتأخر إذا دعاهم.

يجب على المسلم أن يدع هذه النداءات السوقية في لفظها وكيفيتها مثل: يا
محمد، ويا أحمد، أو كنيته مثل: يا أبا القاسم كما كانوا يفعلونه من قبل،
وأن يناديه صلى الله عليه وسلم نداءً يتناسب مع مقامه ومكانته مثل: يا
رسول الله ويا نبيالله ، اقتداءً بما في القرآن من نداء الله سبحانه
وتعالى له صلى الله عليه وسلم بحيث لم يناد رسوله في القرآن بمجرد اسمه
ولو مرة واحدة وإنما ناداه بصفة النبوة والرسالة وغيرها من الصفات الثابتة
له في القرآن الكريم.

كقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لأزْوَجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا...} [الأحزاب: 28] و {يا أَيُّهَا
المُزَّمِّلُ قمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً.. } و {يَا أّيُّهَا
المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ }.

مع أنه سبحانه قد قال:

{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ..} [البقرة: 35].

{ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...} [هود: 46].

{ يَا إبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ...} [هود: 76].

{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيْفَةً فِي الأَرْضِ ..} [ص: 26].



لزوم محبته صلى الله عليه وسلم :

قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي
سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. [ التوبة: 24] .

فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحُجَّة على إلزام محبته، ووجوب فرضها
وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرَّع الله تعالى من
كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوَعَّدهم بقوله تعالى:
{فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}. [التوبة: 24]. ثم
فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضَلّ ولم يهده الله سبحانه وتعالى.


وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثَلاثٌ مّنْ
كُنَّ فيه وجَدَ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما
سواهمُا، وأن يُحبَّ المرءَ لا يُحبهُ إلا لله، وأن يَكرَهَ أن يعود في
الكفر كما يكره أن يُقذف في النار "، رواه مسلم ونسائي.

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين "،
أخرجه البخاري ومسلم.



حب الرسول صلى الله عليه وسلم من تمام الإيمان:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين "، أخرجه الشيخان وأحمد والنسائي.

وفي الحديث جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسام المحبة التي تكون بين الناس وهي ثلاثة:

1- محبة إجلال وإعظام كمحبة الولد والده.

2- محبة إشفاق ورحمة كمحبة الوالد ولده.

3- محبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس.

أما محبته صلى الله عليه وسلم فهي فوق هذا كله كما يفيد أفعل التفضيل في قوله:" أحب أليه".
وفي حديث عمر: " أنت أحبُّ إليّ يا رسول الله من كل شيء إلا نفسي التي بين
جنبي. فقال له عليه الصلاة والسلام: لا تكون مؤمناً حتى أكون أحب إليك من
نفسك، فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب، لأنت أحبُ إلىَّ من نفسي التي
بين جنبي، فقال صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عُمُر تم إيمانك "، أخرجه
البخاري.

قال القاضي عياض:

" اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وكثرت
عباراتهم في ذلك وليست ترجع بالحقيقة إلى اختلاف مقال ولكنها اختلاف أحوال
، فقال سفيان : " المحبة اتِّباع الرسول، كأنه التفت إلى قوله تعالى: {قُل
إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ الله فاَتَّبعُونِ يُحْبِبْكُمُ اللهُ ..} [آل
عمران: 31] وقال بعضهم: محبة الرسول اعتقاد نصرته والذب عن سنته والانقياد
لها وهيبة مخالفته ، وقال بعضهم: المحبة دوام الذكر للمحبوب ، وقال آخر
إيثار المحبوب وقال بعضهم: المحبة الشوق إلى المحبوب، وقال بعضهم : المحبة
مواطأة القلب لمراد الرب بحُبِّ ما أحبَّ وبِكُرهِ ما كَرِهَ، وقال آخر:
المحبة ميل القلب إلى موافق له، ثم قال: وأكثر العبارات المتقدمة إشارة
إلى ثمرات المحبة دون حقيقتها، وحقيقة المحبة الميل إلى ما يوافق الإنسان
".

ويقول أبو عبد الله المحاسبي:
" والمحبة في ثلاثة أشياء لا يسمى محباً لله عز وجل إلا بها:

1- محبة المؤمنين في الله عز وجل.

2- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لله عز وجل.

3- محبة الله عز وجل في إيثار الطاعة على المعصية.



" وحقيقة المحبة الميل إلى ما يوافق الإنسان وتكون موافقته إمّا لاستلذاذه
بإدراكه كحب الصور الجميلة والأصوات الحسنة والأطعمة والأشربة اللذيذة
وأشباهها مما يميل كل طبع سليم إليها لموافقتها له ، أو لاستلذاذه بإدراكه
بحاسة عقله وقلبه معاني باطنة شريفة كحب الصالحين والعلماء وأهل المعروف
المأثور عنهم السِّيَر الجميلة والأفعال الحسنة ، فإن طبع الإنسان مائل
إلى الشغف بأمثال هؤلاء حتى يبلغ التعصب بقوم لقوم والتشيع من أمة في
آخرين ما يؤدي إلى الجلاء عن الأوطان وهتك الحرم واحترام النفوس أو يكون
حبه إياه لموافقته له من جهة إحسانه له وإنعامه عليه فقد جُبِلَت النفوس
على حب من أحسن إليها".

ثم ذكر بعد ذلك أنّ هذه الأنواع المسببة للمحبة كلها مجتمعة في شخصيته صلى
الله عليه وسلم على أتم وجه حيث قال: " فإذا تقرر لك هذا نظرت هذه الأسباب
كلها في حقه صلى الله عليه وسلم فعلمت أنّه جامع لهذه المعاني الثلاثة
الموجبة للمحبة . فقد تميّز بجمال الصورة والظاهرة وكمال الأخلاق والباطن،
كما تميز بإحسانه وإنعامه على أمته.

وقد ذكر الله تعالى في أوصافه رأفته بهم ورحمته لهم وهدايته إياهم وشفقته
عليهم واستنقاذهم من النار وأنّه بالمؤمنين رؤوف رحيم ورحمة للعالمين
ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه، ويتلوا عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم إلى صراط مستقيم ، فأي إحسان أجل قدراً
وأعظم خطراً من إحسانه إلى جميع المؤمنين، وأي إفضال أعمّ منفعة وأكثر
فائدة من إنعامه على كافة المسلمين، إذ كان ذريعهم إلى الهداية، ومنقذهم
من العماية وداعيهم إلى الفلاح والكرامة، ووسيلتهم إلى ربّهم وشفيعهم
والمتكلم عنهم والشاهد لهم والموجب لهم البقاء الدائم والنعيم السرمدي فقد
استبان لك أنه صلى الله عليه وسلم مستوجب للمحبة الحقيقية شرعاً.. إلى أن
قال: فإذا كان الإنسان يحب من منحه في دنياه مرة أو مرتين معروفاً أو
استنقذه من هلكة أو مضرة مدة التأذّي بها قليل منقطع فمن منحه ما لا يبيد
من النعيم ووقاه ما لا يفنى من عذاب الجحيم أولى بالحب، وإذا كان يحب
بالطبع ملكاً لحسن سيرته أو حاكماً لما يؤثر من قوام طريقته أو قاص بعيد
الدار لما يشاد من علمه أو كرم شيمته فمن جمع هذه الخصال كلها على غاية
مراتب الكمال أحق بالحب وأولى بالميل"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 17 فبراير 2011, 4:05 pm

علامة محبته صلى الله عليه وسلم:

إن من أحب شيئاً آثرَ موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حُبه، وكان مُدعياً،
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها:
الإقتداء به، واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره،
واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه في عُسره ويُسره، ومنشطه ومكرهه، وشاهد
هذا قوله تعالى:

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللَّهُ} [ آل عمران: 31 ]، وإيثار ما شرعه، والحض عليه وتقديمه على هوى
نفسه وموافقة شهوته.

قال الله تعالى:

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ
بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
بنيَّ إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غِشٌ لأحدٍ فافعل "، ثم قال لي:
يا بُنَيَّ وذلك من سنتي ، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في
الجنة ".

فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله، ومن خالفها في بعض هذه الأمور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها.

و من علامات محبته صلى الله عليه وسلم:

الإيثار أي إيثار النبي صلى الله عليه وسلم على النفس كما يدل عليه قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤا الدَّارَ وَ الإيمَانَ من قَبلِهِمْ يُحِبُّونَ
مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا
أُتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَان بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

والآية وإن كانت عامة في إيثار المهاجرين إلا أنه صلى الله عليه وسلم هو
رئيس المهاجرين وقائدهم، وهو المحبوب الأول من الخلق أساساً، وأمّا غيره
فتَبَعٌ له بحسب قربهم إليه صلى الله عليه وسلم ومتابعتهم إيّاه.

ومن علامات محبته صلى الله عليه و سلم أيضاً :

بغض من أبغض الله ورسوله مهما كانت صلته ورتبته لقوله تعالى :{لاَ تَجِدُ
قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللهِ واليوم الآخر يُوادُّونَ مّنْ حَادَّ الله
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءاباءهم أَو أَبناءهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ
أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيْمَان وَ
أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ...} [المجادلة: 22].

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:

قيل في قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا آباءهُمْ}: نزلت في أبي عبيدة عامر بن
عبد الله بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر، و{أَوْ أَبْنَاءهُمْ} في
الصِدِّيق لابنه عبد الرحمن ،{أَوْ عَشِيرَتُهُم}: في عمر قتل قريباً له
يومئذ أيضاَ ..".

وهؤلاء قاموا بقتل أقرب أقربائهم في معركة بدر لأن حب الله ورسوله صلى
الله عليه وسلم يقتضي قتل من حادَّ الله ورسوله وبغض من أبغض الله ورسوله.


ومن العلامات كذلك: حب من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

أي ع** الصورة السابقة لقوله صلى الله عليه وسلم: " الله الله في أصحابي
لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم
ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومنآذى الله يوشك أن يأخذه "،
حديث حسن غريب.

ثمرة محبته صلى الله عليه وسلم:

من ثمرة محبته عليه الصلاة و السلام، مرافقة النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين لحديث عائشة رضي الله عنها: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم،فقال يا رسول الله: إنّك لأحبَ إلى من نفسي وإنك لأحب إليَ من ولدي
وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك،وإذا ذكرت موتك
عرفت إنَك دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإنّي إذا دخلت خشيت أن لا أراك
فأنزل الله تعالى:

{وَمَنْ يُطع الله والرَّسُولَ فأُولَئكَ مع الذين أنْعَمَ اللهُ
عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحيِنَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفيِقاً} [النساء: 69]، مجمع الزوائد
وقال الهيثمي: ورواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير
عبد الله بن عمران الغامدي وهو ثقة.

عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "متى
الساعة يا رسول الله؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة،
ولا صوم، ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال:" أنت مع من أحببت"، أخرجه
البخاري ومسلم.

فهل من ثواب أرجى من أن يُحشَر المرء مع من أحب خاصة إذا كان المحبوب هو المصطفى صلى الله عليه و سلم!.

قال شهاب الدين الخفاجي رحمه الله تعالى:

وحـق المصطفـى لي فيـه حب إذا مرض الرجاء يكون طباً

ولا أرضى سوى الفردوس مأوى إذا كان الفتى مع من أحبا



صور من حب السلف للرسول صلى الله عليه وسلم:

هناك صور متعددة من حب السلف للرسول صلى الله عليه وسلم نذكر طرفاً منها
في هذا المقام وخاصة ما روي في حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين للرسول
صلى الله عليه وسلم:

من ذلك ما أخرجه الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " لمّا فرض عمر
لأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وفرض لي ألفين وخمسمائة قلت له: يا أبَتِ لم
تفرض لأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وتفرض لي ألفين وخمسمائة والله ما شهد
أسامة مشهداً غبت عنه ولا شهد أبوه مشهداً غاب عنه أبي، فقال: صدقت يا
بني، ولكني أشهد لأبوه كان أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبيك ولهو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك "، رواه الحاكم في
مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ومنها ما روي أنّه لما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنة من الحرم ليقتلوه، قال
له أبو سفيان بن حرب: " أنشدك بالله يا زيد أتحب أن محمداً الآن عندنا
مكانك لضرب عنقه وإنّك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحبّ أن محمداً الآن
في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة وإنّي جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما
رأيت الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ".

ومنها ما روي أن امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها فأخبروها بذلك
فقالت: " ما فعل الله برسول الله؟ قالوا: بحمد الله كما تحبين، قالت:
أرونيه حتى أنظره، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل ".

وقال صلى الله عليه وسلم: " أشدّ أمتي لي حباً قوم يكونون من بعدي ، يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني"، أخرجه أحمد بسند حسن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ayman_messi
نائب المدير

نائب المدير
ayman_messi


الرتبة : نائب المدير
اللقب : كاتلونى من عالم اخر
ذكر

عدد المساهمات : 1167
تاريخ التسجيل : 06/02/2011
العمر : 31

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالجمعة 18 فبراير 2011, 12:35 pm

شكرا لكى يا ملكه المنتدى
موضوع جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملكة
نائبة المدير

نائبة المدير
الملكة


الرتبة : نائبة المدير العام
اللقب : ملكة المنتدى
انثى

عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
المزاج : سكر زياده

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالجمعة 18 فبراير 2011, 3:50 pm

لا تنسونى من صالح دعائكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وائل شوقي
شاب نشيط
شاب نشيط
avatar


ذكر

عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 14/02/2011

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالإثنين 21 فبراير 2011, 8:25 pm

اخيرا وصلت حرد بعد شوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وائل شوقي
شاب نشيط
شاب نشيط
avatar


ذكر

عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 14/02/2011

كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة   كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالإثنين 21 فبراير 2011, 8:34 pm

بارك الله فيكي
وحقيقي انتي مبدعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب مصر النهارده :: القسم العام :: القسم الإسلامي-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» اراضي عجيبة لبناء فيلا ع البحر
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 8:37 pm من طرف خالداء

» اراضي علم الروم بواحة التجاريين
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 8:21 pm من طرف خالداء

» قرية بلوبيتش ع البحر وبالتقسيط لا تدع الفرصة تفوتك
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 8:15 pm من طرف خالداء

» قصر البوسيت ع البحر
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 8:15 pm من طرف خالداء

» الشاعرة شيماء ناجي السيد تكتب « معاك انا جيت علي نفسي »
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالإثنين 24 أكتوبر 2016, 8:32 pm من طرف Admin

» قواعد اللغة الانجليزية مشروحة بالعربية
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2016, 4:09 pm من طرف خالداء

» كلمات في اللغة الانجليزية للمبتدئين
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالسبت 27 فبراير 2016, 3:58 pm من طرف خالداء

» البرنامج الاحترافي لتعليم اللغة الانجليزية + قاموس ناطق
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالخميس 10 ديسمبر 2015, 5:06 pm من طرف خالداء

»  تطبيق Talk English لتعليم تحدث الانجليزية مجاناً
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالأحد 06 سبتمبر 2015, 8:18 pm من طرف خالداء

» مواعيد العطلات والأجازات الرسمية والأعياد في مصر للعام الجديد 2015
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة I_icon_minitimeالإثنين 22 ديسمبر 2014, 2:07 pm من طرف سارة أحمد

RSe

منتدى شباب مصر النهارده

↑ Grab this Headline Animator

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفظ و مشاطرة الرابط شباب مصر النهارده على موقع حفظ الصفحات الدخول إلى موقع جامعة أسيوط جامعة أسيوط على موقع حفظ الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى شباب مصر النهارده على موقع حفض الصفحات


جامعة أسيوط 
كلية الآداب