حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، و اعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلي غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمني علي الله الأماني .
والنصوص الشرعية ، التي تدلل علي البعد عن التدخين ، يقول الله عز وجل في صورة البقرة الآية ( 195) " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " صدق الله العظيم.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : وَشَرُّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ، وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ، وَعَلا صَوْتُهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ ، يَقُولُ : صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَرَكَ مَالا فَلأهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ ، أَوْ عَلَيَّ ، وَأَنَا أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ ) - ( مسلم ، النسائي ، أبو داود ، الدارمي ، أحمد )
أليست هذه السيجارة بدعةً ؟ إن الأسر الفقيرة تستهلك من دخلها ثلثه من أجل التدخين هذا المبلغ الذي يعادل ثلث دخل أسرة فقيرة لو رد إلي الأولاد غذاءً وفاكهة وكساءً وضروريات تفتقر إليها الأسرة ، أليس هذا من باب أولي ؟
وفي أية ثانية ، قال تعالي في سورة النساء الآية ( 29 ) : " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " صدق الله العظيم .. والآية مطلقة ، والمطلق علي إطلاقه في القرآن الكريم ، قتل سريع معروف لدي الجميع ، وقتل بطيء هو الدخان الذي ينتهي بصاحبه تحت الثري ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : ( نَهَي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ ). (أحمد ، أبو داود ) أليس الدخان مفترى ؟
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم ، رجل أعطي رجلاً مالاً ، ولم يكتب به كتاباً ، فأكل ماله ، فلا يستجاب فيه دعاؤُه) ، لأن الله أمره أن يكتب هذا الدين ، فلما تهاون بالكتابة أكل ماله ، إذاً هذا الإنسان لا يستجاب دعاؤه ، لأنه قصر في تطبيق منهج الله عز وجل ( ورجل آتي السفهاء أمواله ، فإذا دعا لا يستجاب دعاؤه) ، وأنت حينما تنفق من دخلك ثلث دخلك علي الدخان كأنك آتيت هذا المال أناساً سفهاء يتجرون بصحة الناس، ( ورجل تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ) ، وقد جعل الله له الطلاق طريقاً للخلاص منها ، فلما لم يطلقها إذاً لا يستجاب دعاؤُه.