تشتق كلمة بيرو (Peru) من كلمة (Birú) وهو اسم حاكم محلي عاش بالقرب من خليج سان ميغيل في بنما في أوائل القرن السادس عشر.[3] عندما زار المستكشفون الإسبان ممتلكاته عام 1522 كانت أقصى جنوب العالم الجديد المعروف حينها للأوروبيين.[4] هكذا عندما استكشف فرانسيسكو بيزارو المناطق الأبعد إلى الجنوب أصبحت تعرف باسم (Birú) بيرو.[5] أضاف التاج الإسباني الصفة الرسمية للتسمية في إعلان توليدو عام 1529 والذي أطلق اسم مقاطعة بيرو (Peru) على أراضي إمبراطورية الإنكا.[6] تحت الحكم الإسباني أطلق على البلاد اسم ولاية بيرو والتي أصبحت جمهورية بيرو بعد حرب الاستقلال البيروفية.
التاريخ
يرجع أقدم دليل على الوجود البشري في الأراضي البيروفية إلى سنة 10,560 قبل الميلاد.[7] ازدهر أقدم مجتمع متحضر في الأمريكيتين، حضارة نورتي شيكو، على ساحل المحيط الهادي في سنوات ما بين 3000 و1800 قبل الميلاد.[8] تبع ذلك حضارات تاريخية مثل الكابيسنيك والشافيين والباراكاس والموشيكا والنازكا الواري والشيمو. في القرن الخامس عشر، صعدت حضارة الإنكا كدولة قوية، وخلال قرن من الزمن، تمكنت من تشكيل أكبر إمبراطورية في الأمريكيتين في فترة ما قبل قدوم كولومبوس.[9] اعتمدت المجتمعات الأنديزية على الزراعة باستخدام أساليب زراعية مثل الري وسلاسل الدعم؛ كما كانت رعاية الجمال وصيد الأسماك من الأنشطة الهامة التي يقومون بها، كما اعتمدت هذه المجتمعات على تبادل وإعادة توزيع الثروات، حيث أنها لم تكن تعرف المال أو الأسواق في ذلك الوقت
نورتي شيكو
حضارة نورتي شيكو (بالأسبانيةNorte Chico) وتعرف أيضاً كارال، وقد نشأت قبل اكتشاف كولومبس لأمريكا، وازدهرت بين القرن الثلاثين قبل الميلاد والقرن الثامن عشر قبل الميلاد.[11]
امبراطورية الإنكا(1438-1533)
طورية الإنكا (كيشوا Tawantinsuyu ،بالأسبانية Imperio incaico) كانت أكبر امبراطورية في مرحلة ما قبل اكتشاف كولومبوس أمريكا.[9] والمركز السياسي والعسكري والإداري يقع في بيرو وتحديداً في مدينة كوسكو، في الفترة ما بين 1524 و1526 اكتسح مرض الجدري حضارة الإنكا بعد انتقاله من بنما عبر الغزاة الإسبانيين. أدى ذلك إلى موت حاكم الإنكا واينا كاباك وأغلب أفراد عائلته بالإضافة إلى وريثه، وهو ما أدى إلى انهيار نظام الإنكا السياسي واندلاع الحرب الأهلية بين الأخوين أتوالبا وواسكار.
الغزو الأسباني
تمكنت مجموعة من السكان الأصليين والكونكويستادور بقيادة فرانسيسكو بيسارو من هزيمة وأسر إمبراطور الإنكا أتاوالبا. طلب فرانسيسكو فدية من الذهب والفضة مقابل الإفراج عن أتاوالبا، ومع أنه تم تسليمه غرفة من الذهب وغرفتين من الفضة، إلا أن فرانسيسكو نكث العهد وقام بإعدام أتاوالبا، وهو ما مكنه من احتلال إمبراطورية الإنكا وفرض الحكم الإسباني. بعد مرور عشر سنوات، قام التاج الإسباني بإنشاء "ممثلية التاج الإسباني في بيرو" التي تضمنت جميع مستعمرات إسبانيا في أمريكا الجنوبية.[12] قام ممثل التاج الإسباني فرانسيسكو دي توليدو بإعادة تنظيم الدولة خلال السبعينيات من القرن السادس عشر، فقد اعتمد على إجبار الأمريكيين الأصليين على العمل، حيث كان استخراج الفضة النشاط الاقتصادي الرئيس في البلاد.[13]
وفر استخراج المعادن الثمينة عائدات للتاج الأسباني، ما أدى إلى إنشاء شبكة معقدة لتجارتها امتدت إلى أوروبا الفلبين.[14] خلال القرن الثامن عشر، أدى انخفاض إنتاج الفضة والتنوع الاقتصادي في بيرو إلى انخفاض عائدات إسبانيا بشكل كبير،[15] وهو ما دفع أسبانيا إلى سن إصلاحات بوربون التي تكونت من مجموعة من القوانين التي زادت من الضرائب وقسمت ممثلية التاج الإسباني في بيرو.[16] أدى ذلك إلى إشعال ثورة توباك أمارو الثاني وثورات أخرى، إلا أن الإسبان تمكنوا من هزيمتهم.[17]
الإستقلال
خلال أوائل القرن التاسع عشر، ظلت بيرو موالية للحكم الإسباني مع أن حروب الاستقلال اكتسحت أمريكا الجنوبية. نظرا لتردد النخبة البيروفية في الاختيار ما بين الاستقلال أو الولاء للملكية الإسبانية، لم يتحقق الاستقلال إلا بعد الحملات العسكرية التي شنها خوسيه دي سان مارتان وسيمون بوليفار.[18] خلال السنوات الأولى للجمهورية، أدت الصراعات المستمرة على السلطة بين القادة العسكريين إلى عدم الاستقرار السياسي،[19] وخلال هذه الفترة، تشكلت الهوية الوطنية للبيرو التي شهدت فشل مشاريع بوليفار لإنشاء اتحاد جنوب أمريكي، وانهيار الوحدة ما بين بوليفيا والبيرو بعد إنشائها بفترة قصيرة.[20] تمتعت بيرو بفترة من الاستقرار في ظل رئاسة رامون كاستيلاما بين الأربعينيات والستينيات من القرن التاسع عشر نتيجة زيادة إيرادات الدولة من صادرات ذرق الطيور،[21] إلا أنه مع بداية السبعينيات من القرن التاسع عشر، تم تبذير هذه الموارد وأصبحت الدولة مديونة بشكل كبير، وتزايد الاقتتال السياسي الداخلي.