افنى عمره وزهره شبابه فى الجرى خلفها ترك بلده واتى هنا ساعيا نحوها والان يشعر بانه فشل
فلم يعد يعنى له رصيده فى المتكدس فى البنوك اى شى
لقد تزوج زوجته الاجنبيه من اجل الحصول على الجنسيه ولم يكلل هذا الزوراج بالاطفال افتراه نسى فى اثناء جمعه لتك الاموال
لمن سيورثها لقد تجاوز الخامسه والاربعين من عمره ومن يراه يظن انه لم يتعدى منتصف الثلاثينات بعد مازال وسيما انيقا من يشاهده بجانب زوجته الخمسينيه يظن انها اما له
نظرا للون بشرته البيضاء وشعره الكستنائى وملامحه الوسيمه التى تجعله شبيها من نجوم السينما الغربيين
لقد ضاق صدره بروتين الحياه التى يعيشها والمجتمع الذى يحيا فيه بل لم يعد يطيق قراءه خطابات البنوك
التى تخبره بارصدته فيها لقد بدا يحس بانه على حافه الجنون اخذ يقلي الامر ويديره وتوصل اخيرا الى الحل الى انه لايستطيع الاستمرار
لقد كان مخطى حينيما ظن ان السعاده كل السعاده فى جمع الاموال وتكديسيها والانفاق ببذخ والعيش فى رفاهيه وها هو الان
يسعى الى ان يهرب من كل هذا انه سيطلق زوجته ويعود من جديد الى بلده انه لن يعبئ بفقدان نصف امواله كما تنص قوانين تلك البلد
فى حاله الطلاق بل انه لن يهتم اذا فقد كل ثروته كل ما يريده ان يشعر بالسعاده
ان يجد الاستقرار والحياه الدافئه التى افتقدها فى تلك البلاد البارده الخاليه من المشاعروتحدث مع زوجته وسارت الاموار
كما يرديها وكان سخى معها فقد منحها اكثر من نصيبها ولم تناقشه طويلا او تجادله فهى بهذه الاموال ستبدا حياتها من جديد
وستجد لها شابا اوسم منه فلم يهم العمر او الجمال
وهو سيعود الى بلده وسيبدا حياته من جديد سيبحث عن ذلك الحب عن ذلك الحلم البعيد وسيظل يفتش عنه ربما يجده وربما يعيش عمره
يبحث عن سراب وعاد على اول طائره ترحل الى بلده ومضت ساعات الرحله كانها زمن طويل واخيرا لاحت له معالم بلده فى الافق فاخذ قلبه يهتز فرحا
ولم يتمال نفسه حينما هبطت الطائره ارض المطار خمسه عشر عاما مضت وكانه الان ولد من جديد
واخذ خيالاته تحلق وترسم له الغد الغد الجديد